السعوديّون يتحدثون عن مرحلة «البحبوحة والازدهار» بعد سنة أو سنتين… هل يردّ السفيران الإيراني والسوري التحيّة لللبخاري في حضور حزب الله؟
كتب رضوان الذيب في جريدة “الديار”
تتسارع الخطوات الايجابية بين إيران والسعودية وسوريا وتلقي بظلالها على كل الساحات العربية والإسلامية، في ظل تطورات إيجابية متسارعة تلفح الملف النووي الإيراني، من خلال اللقاءات في مسقط والعديد من العواصم. وحسب المتابعين للتطورات السياسية، فان المنطقة على أبواب مرحلة جديدة، والمؤشرات الاولوية للمباحثات بين الرياض وطهران في الصين، كشفت عن توجه لانشاء صندوق بتمويل خليجي – إيراني، يشبه صندوق النقد الدولي، لاعطاء قروض مالية تحديدا للبنان وسوريا والاردن ومصر واليمن والدول العربية والإسلامية.
هذه التطورات الايجابية، حسب المتابعين لمسار التوافقات السعودية – السورية، تشمل لبنان الذي سيدخل مرحلة من البحبوحة والازدهار ليست بعيدة مطلقا، وحدّها الأدنى سنة أو سنتين، كما يروج المسؤولون السعوديون، الذين يقولون ان لبنان ينتظره ايام واعدة، وعلى المسؤولين الاستعداد لاستقبالها بتعزيز دور المؤسسات والحد من الفساد، والبدء بالاصلاح الإداري، وتوجيه رسائل ايجابية إلى المجتمعين العربي والدولي، لملاقاة تلك المرحلة بخطوات اصلاحية، خصوصا ان صورة الطبقة السياسية اللبنانية غير مشرفة في نظر معظم قادة الدول العربية والاوروبية. وفي المعلومات ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يتحدث بكل وضوح مع كل من يفاتحه بالملف اللبناني، ويكشف ان بلاده قدمت للبنان وسياسييه ١٦ مليار دولار بين ٢٠٠٥ و ٢٠١٦ لم تصرف على بناء الدولة والمؤسسات والشعب اللبناني، بل ذهبت الى جيوب السياسيين.
في ظل هذه الاجواء، تقدمت صورة السفيرين الإيراني والسعودي والقائم بالأعمال السوري في «فينيسيا»، المشهد السياسي ولقاءات لودريان، وارخت مناخات إيجابية على الرأي العام اللبناني، ومن الطبيعي ان تبادر السفارة الإيرانية وبعدها السورية إلى الرد على الخطوة السعودية بخطوات مماثلة.
والسؤال هل تنظم السفارتان الإيرانية والسعودية مناسبتين تكريميتين للسفير السعودي في حضور حزب الله، وتتم المصافحة بين البخاري وقيادة الحزب ويبدأ الحوار ؟ يجيب المتابعون ان هذا المسار يلزمه اتصالات مسبقة وتحضيرات بين طهران والرياض ودمشق.
ويؤكد المتابعون ان لا مخرج للملف الرئاسي الا بالحوار، وهذا ما شدد عليه «الثنائي الشيعي» في اللقاءات مع المبعوث الفرنسي، كما أن أجواء المنطقة الجديدة ستكون الأساس في حسم اسم رئيس الجمهورية، بغض النظر عن اعتراضات بعض الداخل، الذين لم يروا صورة «فينيسيا» بعد، ويتجاهلونها إما عن قصد او غير قصد، ولم يقتنعوا بعد ان المنطقة تغيرت بشكل شبه كامل.
هذه التحولات الجديدة يعرفها الاميركيون والفرنسيون وجميع الدول الاوروبية، المقتنعين ان طريق بعيدا تمر في حارة حريك، واي استفزاز للحزب خارج المألوف على الصعيد الرئاسي، عندها لا مكان لـ «توتال» على الشواطئ اللبنانية، ولا جود لكاريش و الاتفاق النفطي والموسم السياحي في فلسطين المحتلة، حيث استعان العدو بالامم المتحدة وكل المنظمات الدولية لاقناع حزب الله بالهدوء، بعد دخول فرقة الرضوان إلى المنطقة المواجهة لمزارع شبعا المحتلة، وقالت هآرتس «ان الجيش الاسرائيلي لا يريد اي مواجهة مع الحزب».
ومن الطبيعي حسب المتابعين ان تضع واشنطن في حساباتها كل هذه المعطيات عند البحث في الملف الرئاسي مع باريس والرياض، وبالتالي الحسابات الرئاسية لن تكون على توقيت «العنعنات» الداخلية والحسابات الضيقة، بل على توقيت الكبار الذين يرسمون معادلات المنطقة، وفي مقدمهم حزب الله. وايلول لناظره قريب.