هل تقاطعت الدوحة وباريس عند الاسم الثالث؟
كتب ميشال نصر في جريدة “الديار”
بين مَن قرأ في محادثات المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان استكمالا للمبادرة الفرنسية القائمة على سلّة تشمل الرئاستين الاولى والثالثة، ومحاوَلةً لتسويقها من جديد عبر وسيط أقوى هو عميد الديبلوماسية الفرنسية، ومَن اعتبر ان المشاورات وتكليف لودريان بها، يعنيان ان صفحة هذه المبادرة طُويت، خلاصة وحيدة ان لا حلّ في المدى المنظور للعقدة الرئاسية في ظل حجم الشرخ الداخلي.
ففيما كان «بيك المختارة»، وكعادته اول مَن تلتقط «انتيناته» الاشارات الدولية، يلبي نداء ماكرون – ابن سلمان بتسليم جيل الشباب راية القيادة، مع استراحة الحرس «الاشتراكي» القديم، دون ان يعني ذلك تقاعدهم، كان الموفد الرئاسي الفرنسي يحط رحاله في مطار شارل ديغول، متجها الى الايليزيه دون مواكب او حماية، لوضع تقريره وما خلص اليه من نتائج.
القطار «الاشتراكي» الذي تخطى محطته الاولى بنجاح، في رحلة الانتقال من مرحلة الى مرحلة جديدة ، لا يبدو انه يسير بوتيرة مسار الاستحقاق الرئاسي اللبناني المعلق على حبال المساعي الفرنسية في هذه المرحلة بشكل خاص، مع انتظار عودة لودريان إلى بيروت في تموز على الأرجح، «لان الوقت لا يعمل لمصلحة لبنان» وفقا لرأيه، رغم ان عنوان جولته الثانية يُقرأ بين سطور بيانه «من تسهيل لحوار جامع» و»حل توافقي للخروج من الفراغ المؤسساتي والقيام بالاصلاحات المطلوبة».
واضح ان القوى السياسية اللبنانية قد سلمت بمشيئة ان الملف الرئاسي قد بات في عهدة الخارج، وابلغ دليل على ذلك ركود الحركة الداخلية وشلل اي حراك سياسي، وسط استرخاء نيابي لافت، متحرر من ضغط الدعوات لجلسات قبل الحوار والاتفاق.
مصدر سياسي لبناني على تواصل شبه يومي مع دوائر القرار الفرنسية، اشار الى ان لودريان تواصل مع القيادتين السعودية والقطرية لابلاغهما باجواء لقاءاته، خصوصا ان ثمة تقاطعا جديدا على خط الدوحة باريس، قد يكون مسهلا لولادة الرئيس التوافقي. وتابع المصدر ان الوفد القطري الذي سيزور بيروت قريبا سيحمل معه هذه المرة طرحا جديدا مكملا للورقة الفرنسية، التي تحظى بموافقة السعودية التي سلمت الورقة اللبنانية لادارة الرئيس ماكرون، «بقبة باط» اميركية كاملة، غامزا من قناة ان الفترة المقبلة ستشهد توازنا في الستاتيكو بين سليمان فرنجية وجهاد ازعور في العلن، فيما المعركة الجدية ستكون بين المرشح الثالث وسليمان فرنجية من تحت الطاولة، على ان تحسم الخيارات الجلسة المقبلة.
ورأى المصدر ان الاتجاه الفرنسي العام، وفي حال اقفلت كل سبل المراجعة من قبل الاطراف المسيحية الوازنة، فان خيار التوافق على اسم وبرنامج رئيس ميثاقي واصلاحي، يكون مقبولا من القوى الوازنة في البلاد، ولا يشكل تحديا او استفزازا لأحد، يصبح ضروريا وملزما.
وكشفت المصادر ان الفترة الفاصلة عن عودة لودريان الى بيروت ستكون فرصة امام القوى المسيحية لمراجعة حساباتها، وان خطوط التواصل ستبقى مفتوحة مع تلك المقرات ومع بكركي بالذات لايجاد ثغرة، تسمح للمسعى الفرنسي بالنفاذ منها.
وتابعت المصادر، بان الاتصالات تكثفت خلال الساعات الماضية واعيدت الحياة الى اكثر من طرح وفكرة، وكذلك تقديم العروض، حيث علم ان طرحا جديا قدم الى احد الاطراف المسيحية للسير بقانون اللامركزية الادارية، مقابل سيرها بمرشح الثنائي، الا ان اي جواب لم يصل المعنيين بعد.