السلاح المتفلّت ينغّص فرحة العيد في طرابلس
نداء الوطن
دخلت البلاد في جمود سياسي قد يستمرّ إلى ما بعد عطلة عيد الاضحى المبارك، الذي شكّل في أوّل أيّامه، مناسبة أجمع خلالها خطباء المساجد على ضرورة الإسراع في إنهاء الشغور الرئاسي، وإن اختلفت آراؤهم بشأن الجهة المعرقلة لهذا الاستحقاق.
ففي خطبة العيد التي ألقاها في جامع محمد الأمين – بيروت، بتكليف من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، سأل الشيخ أمين الكردي: “إلى متى هذا الاستخفاف بكرامة الشعب وتضييع حقوقه؟ وأين تحمّل المسؤولية في إنجاز الاستحقاقات الوطنية لبلدنا؟”.
أمّا العلامة السيد علي فضل الله، فقال من مسجد الإمامين الحسنين بحارة حريك، إنّ الخارج المؤثر لم يأخذ بعد قراره لإخراج الاستحقاق الرئاسي من المأزق الذي وصل إليه، داعياً القوى السياسية الى عدم الاستسلام لهذا الواقع و”فتح منافذ الحوار في ما بينهم للوصول إلى آلية تضمن هذا الاستحقاق”.
بدوره، دعا شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، في خطبة عيد الأضحى من بلدة شانيه، الى انتخاب “رئيسٍ توافقيٍّ قادر على قيادة مركب الوطن نحو شطّ الأمان”، وقال: “كفى استهتاراً وتحديّاً، كفى ارتكاباً لجرائم تهديم الوطن، اسلكوا سبيل الاعتدال والوسطية، واسعَوا بإخلاصٍ للتوافق والتراضي، أو على الأقلِّ للمواجهة الديمقراطية في أي استحقاق”.
السّلاح المتفلّت… تابع
وفيما كانت احتفالات الأضحى تعمّ المناطق كافة، على الرغم من الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المزرية، نغّصت جولة جديدة من السلاح المتفلّت، فرحة العيد في محلّة التبّانة – طرابلس، عندما قتل الشاب عامر الجاسم برصاصة أصابته في بطنه، لدى تدخّله لفضّ إشكال مسلّح بين شخصين.
هذه الحادثة التي استدعت استنفاراً من الجيش اللبناني لتعقّب مطلقي النار، سبقتها إصابة شاب في التاسعة عشرة من عمره برصاصة طائشة في كتفه، خلال احتفال بنهاية العام الجامعي، في الفرع الثاني من كلية الفنون بالجامعة اللبنانية.
وقد استنكرت دائرة الجامعة اللبنانية في مصلحة طلاب وشباب حزب الكتائب في بيان “هذا التفلّت المستفزّ المستمرّ والذي يقع ضحيته مواطنون عُزّل يهوون ثقافة الحياة، فيدفعون ثمن إرهاب السلاح المُتفلّت التابع للدويلة، وغياب الدّولة وهيبتها”، معتبرة أن “هذا اكبر دليل على سريان مبدأ مواطنين درجة أولى فوق القانون، ومواطنين درجة ثانية لا يحميهم القانون الذي يحترمونه”.
من جهتها، ندّدت بالحادثة دائرة الجامعة اللبنانية في مصلحة طلاب “القوات اللبنانية”، وسألت في بيان: “الى متى سيبقى طلّابنا رهينة لتفلّت السلاح ولغياب الأمن والقانون في دولة تحكمها الدويلة؟ والى متى سيبقى شبابنا مشاريع قتلى بسبب من يعمل على إضعاف هيبة الدولة؟”.
إحراق المصحف في السويد
دولياً، اتّجهت الانظار الى السويد، بعدما سمحت الشرطة لمتظاهر بتمزيق نسخة من القرآن الكريم وإضرام النار فيها أمام مسجد ستوكهولم المركزي، ممّا أثار عاصفة من الاستنكارات في عدد من الدول العربية والاسلامية، خصوصاً السعودية والاردن، في حين ندّدت تركيا، التي تعرقل انضمام السويد الى الناتو، بهذا “الاحتجاج الدنيء” معتبرةً أنّه “من غير المقبول السماح باحتجاجات مناهضة للإسلام باسم حرية التعبير”.
“فاغنر” تقلق جيران بيلاروسيا
أمّا في أوكرانيا، فحصل الرئيس فولوديمير زيلينسكي على جرعة دعم جديدة بعد استقباله نظيريه الليتواني غيتاناس ناوسيدا والبولندي أندري دودا، الذي اعتبر أنّ وجود مجموعة “فاغنر” في بيلاروسيا يمثّل تهديداً محتملاً للدول المجاورة الواقعة على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي، وخصوصاً بولندا وليتوانيا ولاتفيا التي تتشارك جزءاً من حدودها مع بيلاروسيا.
من جهته، طالب زيلينسكي بالحصول على وعد من الناتو أنّه “في حال وطأت قدم عنصر من “فاغنر” أرض ليتوانيا أو بولندا، فعندها سيتم القضاء على كل عناصر فاغنر أينما وجدوا”.