“الآن تدفع الثمن”.. الغارديان: فرنسا تجاهلت عنف الشرطة العنصري منذ عقود!
أشارت صحيفة “الغارديان” البريطانية، في مقال بعنوان “فرنسا تجاهلت عنف الشرطة العنصري منذ عقود، والآن تدفع ثمن ذلك بالتظاهرات”لافتة الى ان “لسان حال وسائل الإعلام الدولية ربما كان “فرنسا تواجه لحظة جورج فلويد”، وكأننا استيقظنا فجأة على قضية عنف الشرطة العنصري. وتعكس هذه المقارنة الساذجة في حد ذاتها إنكارا للعنف العنصري المنهجي الذي كان ملازما لعقود من الزمن للشرطة الفرنسية.
وتنقل الكاتبة عن نيكولا ساركوزي، الذي كان وزيرا للداخلية في ذلك الوقت، قوله الذي لطخ ذكرى الفتيان الذين أدى خوفهم إلى موتهم: “إذا لم يكن لديك ما تخفيه، فلن تهرب عندما ترى الشرطة”.
وتوضح أن عدد حالات وحشية الشرطة تتزايد بلا هوادة كل عام. في فرنسا، وفقا لمنظمة للمدافعين عن الحقوق، فإن الشباب الذين يُنظر إليهم على أنهم من السود أو من أصل شمال أفريقي أكثر عرضة بنسبة 20 مرة لعمليات التحقق من الهوية من قبل الشرطة مقارنة بباقي السكان. ونددت تلك المنظمة بعدم وجود أي مراجعة ضد نظام التحقق من الهوية باعتباره شكلاً من أشكال التمييز المنهجي من قبل الشرطة.
والآن، بعد وفاة نائل، حثت هيئة حقوقية تابعة للأمم المتحدة فرنسا على معالجة “المشاكل العميقة للعنصرية والتمييز العنصري” داخل وكالات إنفاذ القانون.
بحسب الصحيفة انه على الرغم من إدانة المحاكم للدولة الفرنسية بسبب “الإهمال الجسيم”، والحكم عام 2016 بأن “ممارسة التنميط العرقي كانت حقيقة يومية في فرنسا تندد بها جميع المؤسسات الدولية والأوروبية والمحلية، والالتزامات التي تم التعهد بها من قبل السلطات الفرنسية على أعلى مستوى، إلا أن هذه النتيجة لم تؤد إلى أي تدابير إيجابية”.
واستغربت الصحيفة انه على الرغم من كل ذلك لا يزال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يعتبر استخدام مصطلح “عنف الشرطة” أمرا غير مقبول. وعلى الرغم من أنه هذه المرة دان بشكل قاطع ما حصل لنائل ووصفه بأنه “غير مقبول”، مبدية الخشية أن يتم التركيز على ضابط شرطة واحد، بدلاً من التشكيك في المواقف والهياكل الراسخة داخل الشرطة التي تكرس العنصرية. ولم يؤد أي من التقارير والأحكام القضائية إلى أي إصلاح ذي مغزى للشرطة كمؤسسة”.