راديو الرقيب
اقلامخاص سلايدر

هل يقسم لودريان المعارضة المسيحيّة؟

كتب ميشال نصر في جريدة “الديار”

بين معراب وحارة حريك توزع اهتمام اللبنانيين، علهم يكتشفون ما خفي في باريس والدوحة، لتزيد حيرتهم مع زيارة رئيس «التيار الوطني الحر» الى الديمان ولقائه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وما اعلنه من ان ما بحث لا يصلح للاعلام، حيث اشارت المصادر الى ان اللقاء كان دسما ، وبحث بعض التفاصيل الدقيقة في ما خص ملفين اساسيين يشكلان تحديين كبيرين للمسيحيين.

غير ان التطورات المتسارعة على اكثر من صعيد، تطرح اكثر من علامة استفهام حول المسار العام للامور، فماليا حلت عقدة مصير حاكمية مصرف لبنان وفقا لصيغة تسلم النائب الاول وسيم منصوري الصلاحيات في حدودها الضيقة، بعد استقالة النواب كلهم وتكليفهم تسيير العمل، ما يؤمن الضمانة للثنائي الشيعي بعدم تحمل نتائج اي «خربطة» قد تطرا على الصعيد المالي، وفقا لمشاركين في التسوية التي تم التوصل اليها.

على المستوى الرئاسي، اتسعت الحركة التشاورية عشية عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، اذ فعل اعلان رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل عن عودة الحرارة الى التواصل بين التيار وحزب الله فعله في المشهد السياسي، وهو ما انعكس في كلام رئيس «القوات» ، الذي لم يستبعد امكان الاتفاق بين «الزيتي» و»الاصفر» على اسم مشترك للرئاسة، الا ان الجزم بالنتائج يتطلب تفهما لوجوب البحث عن مرشح ثالث، والتفاهم على برنامج، او الذهاب الى جلسات متتالية ليبنى على الشيء مقتضاه.

اذا، دعوة لودريان للحوار في حال بقيت على صيغتها المتداولة سابقا، قد تكون نجحت في ضرب وحدة المعارضة الرافضة لطاولة في ظل الموازين الحالية، اقله في خروج «التيار الوطني الحر» ، وبالتالي اضعاف الموقف المسيحي الرافض لوصول مرشح الممانعة، وهو امر مستبعد بحسب مصادر ديبلوماسية، والتي شككت في ان يكون الموقف الدولي اليوم هدفه الاطاحة بالوحدة المسيحية.

وتابعت المصادر ان اجواء خماسية باريس تنطلق من ان الوقت ليس لمصلحة لبنان، وانه لا يمكن القبول بان يستمر الفراغ لاشهر طويلة في استساخ لتجربة الرئيس السابق ميشال عون، من هنا الضغوط التي تمارس للسير بتسوية تضمن الحدود الدنيا على الصعيد الرئاسي، على ان تضمن الحكومة والمجلس النيابي المقبلان التوازن المطلوب.

وختمت المصادر بان مبادرة بكركي الاخيرة التي طالبت بفتح ابواب مجلس النواب من جديد لعقد جلسات انتخاب، غير انها حددت عدد دوراتها بثلاث، فإذا فشلت ينتقل الجميع الى طاولة حوار لمناقشة الاستحقاق وسبل الخروج من المأزق المتمادي فصولا منذ اشهر، والتي سايرت في شقها الاول المعارضة، وارضت في جزئها الثاني ثنائية حزب الله – «امل» المصرة على حوار يسمي رئيس بالانتخاب، قد تكون اخذت في الاعتبار طرح لودريان الذي ستناقشه الخماسية.

اما على الحدود الجنوبية، فبعد ان عاش اللبنانيون اجواء «المعركة» لساعات، عادت الامور الى طبيعتها وتقدم المسار الديبلوماسي من جديد، وسط ظهور مفاجئ للوسيط الاميركي في ترسيم الحدود البحرية، والتي سرب انه كان يعمل طوال الفترة الماضية بعيدا عن الاعلام على خط الترسيم البري، الذي نجح في تحقيق اكثر من خرق على خطه، على ان تبقى النقطة «ب1» للمفاوضات النهائية المرتبطة بالتسوية الكبرى في المنطقة، اما فيما خص النقاط ال16 فان الحلول بشأنها باتت شبه جاهزة لعرضها على الطاولة.

وحول مزارع شبعا، ابدت اوساط متابعة مخاوفها من ان تسير الولايات المتحدة الاميركية بالطرح اللبناني حول اعتبار المزارع ارضا لبنانية، وتعمد الى انجاز حل بشأنها بين «تل ابيب» وبيروت، وما قد يخلق اشكالية مع سوريا، كما هو حاصل اليوم مع قبرص في ما خص الحدود البحرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock