حليفه الصدق وعدوه النفاق السياسي/ العميد سامي منقارة… رحل ”الدغري”

بقلم إبراهيم عوض
“هو رجل دغري”
بهذه العبارة يصف كل من عرف العميد سامي منقارة، رئيس بلدية طرابلس السابق، الذي وافته المنية صباح هذا اليوم.
لا غرابة ان يكون أول من نعاه النائب الصديق فيصل كرامي،تحية لذكراه ولمسيرته الوفية مع والده الرئيس الراحل عمر كرامي الذي كنت كل ما التقيت الأخير وجدت العزيز سامي الى جانبه، متكلماً ناصحاً يؤخذ برأيه.
معرفتي بالعميد سامي تعود إلى بداياتي الصحفية في العام 1968حيث كان في المديرية العامة للأمن الداخلي ،مديراً إدارياً، عمل الى جانب المدير السابق العزيز هشام الشعار أطال الله في عمره.
أخبرني في لقاءاتي الأولى معه انه لا يحب ” الراحات والجيات” ويفضل الأنكباب في عمله وقراءة كتب مفيدة.والجدير ذكره هنا أنني اخذت بكثير من النصائح التي أسداها لي في عملي الصحافي إذ شدد على ضرورة قول الصدق والتحقق من الخبر قبل نشره .والأهم ان تحليلاته للوضع السياسي كانت دائماً صائبة منذ تلك السنوات الغابرة حتى يومنا هذا وأشير الى أنني تواصلت معه قبل اسبوع وتواعدنا على لقاء في منتجع “البالما” على شاطيء البحر حيث يهوى ممارسة السباحة حتى في عز البرد.
حسرتي إننا لم نلتقِ وقد قال لي الحرف ” احب التحدث معك لأفضي إليك بما لا يمكنني البوح به لغيرك”.
في لقاء قبل أشهر مع وزير الداخلية الحالي القاضي بسام مولوي، إبن طرابلس أيضاً، أتينا على ذكر البلدية فسارع الى القول ” من بعد سامي منقارة ما في رئيس”.
أظن كلام مولوي خير مُعبر عن شخصية العميد الراحل الذي الكل يذكر أنه كان يجول متفقداً المدينة في الصباح الباكر قبل التوجه إلى مكتبه في البلدية.
وكما نجح في إدارتها وُفق في إدارة “جامعة المنار” التي أنشأها الرئيس عمر كرامي، وتولى أمرها العزيز فيصل، وأضحى إسمها “جامعة طرابلس”.
مهما تحدثنا عن مزايا العميد سامي منقارة ،الجامع بين العلم والفهم والأخلاق، نبقى مقصرين. لكن المحزن لا بل المفجع ان طرابلس خسرت رجلاً فذاً برع في المهمات التي تولاها وأبدع في السياسة أيضاً ويشهد على ذلك زملاؤه الوزراء إبان تسلمه وزارة السياحة التي رفضها ،في إحدى حكومات الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ووزارة التربية حكومة الرئيس عمر كرامي .
عدو العميد منقارة الكذب والنفاق وقد واجههما بصلابة طوال حياته الحافلة بالنجاحات .وكان نجم كل مؤتمر يدعى إليه في الخارج. وسيّد من أصغى الحاضرون الى حديثه أينما تواجد .
ماذا عساي ان اقول في من أحببت واستفدت منه في عملي الصحفي ومسيرتي في الحياة .
رحل ” الدغري” وهل بقي اي شيء ” جالس” عندنا.
كنا نمني النفس به ونستبشر خيراً لملقاه من منطلق ان في لبنان ما زال هناك رجالات كبار..
برحيلك اخي العميد سامي منقارة فقدنا الحلم..فأمثالك لا يتكررون.




