حزب الله يواكب الاتصالات لتثبيت وقف إطلاق النار في عين الحلوة… التركيبة العشائريّة والحساسيات الفلسطينيّة تمنع الحسم العسكري… والحلّ سياسي وأمني
كتب علي ضاحي في جريدة “الديار”
كل الاتصالات والجهود، مُنصبّة على تثبيت وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة، ومطالب كل القوى الفلسطينية واللبنانية والمجتمع الصيداوي، تطالب بوقف الحرب وإعادة الهدوء الى المخيم واحيائه والى الجوار ومدينة صيدا، ولا سيما ان عشرات العائلات تهجرت وهناك احياء قد دمرت بفعل الاشتباكات في المخيم.
هذه الاجواء يكشفها مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله النائب السابق حسن حب الله لـ”الديار”. ويؤكد حب الله ان حزب الله يواكب منذ اللحظة الاولى للاشتباكات الجهود لوقف اطلاق النار وتثبيت الهدوء والقيام بسلسلة خطوات عملية للمعالجة بعد تثبيت وقف اطلاق النار. كما يكشف حب الله انه يواكب هذه الجهود. وهو اجرى كونه مسؤول الملف سلسلة اتصالات بكل من السفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور وبالفصائل وقوى التحالف الفلسطيني لتهدئة الامور وتسليم الجناة في عملية إطلاق النار الاولى التي قام بها المدعو “الصومالي”، وكذلك الجناة الذين اغتالوا اللواء اشرف العرموشي و4 من مرافقيه.
في المقابل تؤكد اوساط واسعة الإطلاع على ملف احداث عين الحلوة، لـ”الديار”، ان ما يجري خطير في المخيم، ولكن الباس الامر ابعاداً اقليمية ودولية وإطلاق تحليلات واختلاق سيناريوهات، امر غير صحي وهدفه التشويش وزرع الفتنة.
وتشير الى ان التركيبة العشائرية والحساسيات وعمليات التصفية المتبادلة والحساسيات بين الفصائل بين اسلامي ووطني وبين جهادي وتكفيري وداعشي، وتداخل العوامل العائلية والعشائرية والحزبية والفصائلية تجعل من امر الحسم العسكري غاية في الصعوبة والخطورة.
فدخول “فتح” وفصائل التحالف الفلسطيني في معركة حسم عسكري ضد ما يسمى الاسلاميين في هذا التوقيت، والذي تشهد فيه القضية الفلسطينية تحديات مفصلية داخل فلسطين، يضر كل الفصائل ولا سيما “فتح” و”حماس”.
فشن هجوم واسع على مربعات الاسلاميين يعني الدخول في حرب مدمرة كلفتها العسكرية والسياسية والبشرية وبين المدنيين عالية جداً، وسيسبب حمام دم ويولد فعل ورد فعل وعمليات ثأر لا تنتهي.
ولهذه الاسباب تكشف الاوساط، ان الحل يكون سياسياً بتثبيت الهدنة، ووقف إطلاق النار وتسليم الجناة، وبحسب “فتح” فإنها تتهم عمر الناطور وبلال بدر وهيثم الشعبي بتحضير الكمين قبل ليلة من الاغتيال واعداد مكمن في المدرسة التي اطلق منها النار. والحل يكون بتسليم هؤلاء الى الدولة اللبنانية، واذا تعذر الامر ورفض ما يسمى بالاسلاميين ذلك، فإن الحل سيكون بعمليات امنية خاصة بعد فشل كل الجهود، وقد حصلت سابقات في المخيم، عندما استدرجت الفصائل بعض المطلوبين الى مداخل المخيم وقبضت عليهم مخابرات الجيش.
وعن الاتهامات التي سيقت ضد حزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية كحماس والجهاد الاسلامي انها تقف في صف الاسلاميين لاضعاف فتح عسكرياً في المخيمات واخراجها منها كعين الحلوة والرشيدية والمخيمات الاخرى، تكشف الاوساط انها تمنيات ورغبات واتهامات لبعض القوى والشخصيات التي تخاصم حزب الله وتشن حملات عليه لا اساس لها من الصحة.
وتلفت الى ان وجود حركة “فتح” في لبنان واداؤها مختلف عن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. فـ”فتح” تميز نفسها عن السلطة كفصيل مقاوم وهي مع التحرير العسكري وحق العودة ومع النضال المسلح في فلسطين وداخل الضفة، وسقط لها شهداء في نابلس وهم ضباط في الشرطة الفلسطينية، ولها عناصر في “عرين الاسود” وكذلك لها جناح مسلح وهو “كتائب شهداء الاقصى”. فكيف يكون لحزب الله مصلحة بإضعاف فصيل فلسطيني مقاوم وهو يتبنى دعم القضية الفلسطينية وخيار المقاومة، واذا كان لديه ملاحظات على السلطة و”فتح” فهو يمتلك الجرأة لمواجهتهم بها وجها لوجه. وتلفت الى ان تدمير اي مخيم وزعزعة الاستقرار فيه لا يخدم احداً، ويفيد العدو الصهيوني ويضر بالقضية ويضرب حق العودة.