مقايضة الرئاسة واللامركزية تهدد المعارضة… ملامح خسارة التقاطع مع باسيل؟
كتبت ابتسام شديد في جريدة “الديار”
لا شيء رسميا ونهائيا بعد في شأن تطورات التفاوض الجاري بين حزب الله والتيار الوطني الحر على الرغم من كل المعطيات التي تتحدث عن ان التفاوض الرئاسي قطع أشواطا مهمة، وان التيار الوطني الحر يكاد يسقط الفيتو ضد سليمان فرنجية، مقابل سلة شروط يتم التباحث في شأنها وتتعلق باللامركزية الإدارية والصناديق المالية .
على الأرجح، ان إتمام التفاوض يحتاج الى المزيد من الوقت والى معطيات داخلية وخارجية لم تتوافر بعد، وهذا ما تراهن عليه قوى المعارضة التي تترقب بحذر شديد تطورات الحوار الجاري بين الحليفين المتباعدين من فترة، بعد ان كان النائب جبران باسيل “مصوتا” في صفوفها في جلسة ١٤ حزيران، فالتفاهم بين حزب الله والتيار وتفعيل التفاهمات الماضية، ان حصل يضع المعارضة في خطر كبير لأن ترجمته الأولى ستكون في الجلسة الانتخابية المقبلة.
بوادر التململ من تموضع باسيل الجديد بدأت بالظهور لدى قوى المعارضة، في انتقاد المقايضة التي يسعى اليها النائب جبران باسيل بين رئاسة الجمهورية والصناديق المالية واللامركزية، اذ يجمع المعارضون على مسألتين في شأنها: أولا استحالة قبول الفريق الشيعي اللامركزية المالية، مع التشكيك في جدوى اللامركزية الإدارية وفصلها عن اللامركزية المالية، والأمر الثاني ان اللامركزية موجودة في اتفاق الطائف ولا تحتاج إلا الى التطبيق. والسؤال الذي تطرحه المعارضات: على ماذا يفاوض باسيل اليوم؟ وما الجدوى من مقايضة رئاسة بملفات يمكن الحصول عليها بالقانون؟
ومع ان باسيل لم يحدد موقفه من إعادة انتخاب المرشح جهاد أزعور والتخلي عن التقاطع مع المعارضة، لكن قوى المعارضة تتحسب لهذا الموقف اليوم قبل الغد في حال وصول الحوار بين التيار وحزب الله الى نتائج عملانية، وعليه فإن المعارضة في حينه أمام خيارات مختلفة أحلاها “مر”، مثل اللجوء الى سلاح تعطيل جلسات الانتخاب، وصولا الى الجلوس مجددا في مقاعد المعارضة في حال انتخاب مرشح رئاسي لا يناسبها. وتؤكد مصادر المعارضة عدم مشاركتها بانتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في حال حصول توافق بين حزب الله والتيار في المستقبل.
بالمقابل، لا تزال المعارضة تتريث في قبول عرض الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى طاولة عمل شهر أيلول لعدم ثقتها بجدوى الحوارات من جهة، ومع ذلك ستجد نفسها مضطرة الى المشاركة لعدم اتهامها بالتعطيل، وايضا لأن اقتراح اجتماع أيلول يحظى بمباركة وقبول الدول الخمسة وليس استثناء للفرنسيين، مما يحتم الذهاب الى المشاركة لنزع صفة المعرقلين للاستحقاق.
لهذه الأسباب فإن قوى المعارضة بدأت تتحسس معالم التفاهم الوشيك بين التيار وحزب الله، الذي قد يحصل، لكنه وان تأخر فسيأتي على حسابها، ولذلك بدأت عملية احتساب الخسائر من اليوم، والبحث في المخارج وخطة عمل التعامل مع الوقائع والمستجدات.