باسيل يقلب المعادلات من جديد… فهل “بتزبط معو”؟
كتب ميشال نصر في جريدة “الديار”
مع الانكفاءٍ النسبي للضجة التي اثارتها بيانات التحذير الخليجية، بعد ان اصدر لبنان الرسمي تطمينات بالجملة الى ان الامن مستتب، اتجهت الانظار الى تحليل الاحداث والتطورات التي تشهدها الساحة المسيحية عشية عودة الموفد الرئاسي الفرنسي الى بيروت في 10 ايلول، املا في تحقيق خرق ما، وسط المخاوف من انفلات الاوضاع في ظل المؤشرات الاقليمية المقلقة.فالى الساحة المسيحية عادت الطابة الرئاسية ، من الديمان التي اكدت المؤكد بان الامور “مش ماشي حالها” مع حكومة تصريف الاعمال ،بدليل “المواجهة” بين البطريرك واحد الوزراء المعنيين بملف النازحين السوريين الذي حاول “فرض” اجندة خطته على ورقة البطريركية التي سترفع لحاضرة الفاتيكان دون جدوى، الى قنبلة رئيس التيار الوطني الحر حول اتفاق مبدئي مع حزب الله، كانت جلسات الحوار الخمس كفيلة بتحقيقه، مرورا بخطاب رئيس حزب القوات اللبنانية العالي النبرة ،الذي يبدو انه استبق فيه ما كان سيصدر عن ميرنا الشالوحي.
واضح مما تقدم ان البرتقالي قد سدد هدفا واضحا في شباك تحالف المعارضة بشكل عام، وتقاطع المصالح المسيحي بشكل عام، في اعلانه اقتراب التوافق مع حارة حريك، وفقا لمصادر مطلعة، رغم ان ابواب تفاوضه مع بعض اطياف المعارضة ما زال حتى الساعة مفتوحاً للاتفاق على اسم ثالث.
وتتابع المصادر بان باسيل قد يكون حصل على بعض التعهدات من الحزب بتلبية بعض من طلباته “الوطنية” الا انه بالتاكيد لا زال يامل بالذهاب الى خيار ثالث، اذ تشير اوساط التيار الى ان المطلوب اليوم ضمانات جديدة وجدية، لا اعادة استنساخ تجربة اتفاق مار ميخائيل، مؤكدة ان المسار ما زال في بداياته ومن المبكر الحسم والجزم بما سيؤول اليه، وان كان كرس ابتعاد خطوة الى الوراء عن المعارضة.
وتشير المصادر الى ان التبريرات التي قدمها باسيل لتكويعته ، لن تكون كافية للتسويق في الشارع وهي قد تكون نتائجها رهن توازنات مجلس 2026، معتبرة انه نجح في السباق مع معراب، اذ كان اسرع في حسم الخيارات، حيث تشير المعلومات الى ان فريق المردة الذي فاوض القوات اللبنانية كان سبق وعرض تقديم اللامركزية مقابل تامين القوات اللبنانية النصاب.
واكدت المصادر ان خطوة البياضة لا تعني ان الامور انتهت وبات فرنجية رئيسا للجمهورية، ذلك ان انتقال باسيل الى الضفة الثانية يؤمن بالتاكيد غطاء مسيحيا لمرشح الثنائي الا انه لا يكفي لايصاله الى بعبدا لسببين:
– الحاجة للكتلة الجنبلاطية الجاهزة للتكويع بدورها انما بعد حصولها على الثمن، فهي استفادت من تحقيق مطلب اللامركزية بالتاكيد في معركة لم تخضها، وبالتالي فانها ستطالب بما هو ابعد، وفي هذا الاطار يحكى عن تقدم في مفاوضات التسوية بين المختارة ودمشق، والمعلقة الى حين انتهاء تفاوض التيار وحزب الله.
– موقف النواب السنة الذين يتاثرون الى حد كبير بموقف المملكة العربية السعودية، والتي تشير كل المعطيات الى ان شد الحبال الاقليمي عاد من جديد على جبهتي الرياض – طهران والرياض –دمشق مع تعليق العمل بالاتفاقات التي ابرمت اقله راهنا، ما يعني عمليا تشددا سنيا اكبر، وهو ما قد يكون بدا مع الحديث عن دور لدار الفتوى لتوحيد تلك الكتلة النيابية.