خذوا العبرة من الماضي واحذروا الفتن

خاص الرقيب – لبنى عويضة
مفترق طرق يهيّء للبنان الجديد، وأراضِ معبّدة بالفتن والطائفية تفترش السبل كافة، وما مشاهد ليل أمس في الكحالة إلا فصل من الفصول التي من الممكن أن تشعل الشارع اللبناني، وتتجه بالبلاد إلى ما لا تحمد عقباه.
عاش اللبنانيون ليل أمس الأربعاء أجواء مشحونة وضاغطة إثر انقلاب شاحنة تابعة لحزب الله في منطقة الكحّالة، وتبع ذلك توتر شديد وإطلاق نار، مما اسفر عن مقتل شخصين.
وهذا ما كشف عن الصفيح الساخن الذي يلهب الساحات والشعب اللبناني، كذلك كشف عن تفاقم التوتر الطائفي في الوقت الذي يزخم به لبنان بكمِّ لا يعدّ ولا يحصى من الأزمات المفترعة بين أزمات سياسية، واقتصادية، واجتماعية…
لكن إلى أين تريدون أخذ البلاد؟
فمن يسمع البيانات والتحريضات التي انهالت ليل امس من كل حدبٍ وصوب، فلا يخيّل له إلا أن طبول الحرب قد قرعت ونشبت، والمتاريس قد وضعت، وما سبيل للخلاص إلا الهروب خارج البلاد لتفادي الوضع الذي سينفجر حكماً!
أما الأدهى، فهي البيانات التحذيرية من إشعال الساحات الداخلية والمؤامرات المحضرّة مسبقاً، كذلك الحرب الاستباقية… والعديد من المصطلحات الشعبوية التي لا تخدم إلا الفتنة والتحريض.
لكن مهلاً!
ألم يكن من المستحسن خفض مستوى التوتر والتصعيد الطائفي الذي هطل كالمطر من سماء من يحاول دائماً ركوب الموجة الشعبية، والابتعاد عن النكد والتحريض؟!
أما النتيجة التي كانت واضحة من حادثة الكحالة، فهي رفع مستوى المزايدات الإعلامية والسياسية، وبث الخوف والذعر في النفوس لتحقيق مآرب سياسية لا أكثر.
لم ننسَ يوماً الحرب الأهلية ونتائجها التي ندفع ثمنها لغاية اليوم، وليس لدينا أي استعداد لخوض غمار حرب جديدة سيدفع ثمنها المواطن اللبناني بدون شك، فالسياسيين أعداء اليوم سيكونون أصدقاء الغد، إلا أن دفع ثمن الفتنة فهو لن يكون الا على حساب المواطنين.
أما وقد وصلنا لانسداد في المشهد السياسي، وبدأت الأحداث الأمنية تتفجر وتنتقل من منطقة لأخرى، فلا بد من وضع حدٍ والاستعجال بالشروع في حلٍ سياسيّ بداية يليه الشروع في تنفيذ خطة اصلاح اقتصادي ومالي وسياسي يعالج اسباب الازمة لا تداعياتها، وهذا الحل المنشود يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية يكون جسر عبور إلى بداية شاطئ الأمان، لكن هل هذا الامر لا يزال ممكناً او تأخرنا؟