جليلاتي لـ”NBN”: في نهاية المعركة سيكون هناك رابح وحيد وخاسر والرابح هو من سيفرض شروط المسار السياسي
بداية حديثه، ترحّم مستشار تيار الكرامة والمشرف العام لمجموعة الرقيب الاستاذ علاء جليلاتي على كل الشهداء الذين سقطوا في المجازر في فلسطين وعند المقاومين في جنوب لبنان.
وقال جليلاتي انه: “مع الاسف نحن نرى المجازر البشعة التي تتصدر كل الشاشات في كل العالم، و حتى هذه اللحظة هناك من يقول أن هذه الأعداد غير صحيحة و أن هذه المشاهد مفبركة. وما يجمعنا اليوم هو عدة قضايا و على رأسهم القضية الفلسطينية”.
وأضاف: “لنبدأ من الاول ، نحن الآن نشهد انتصار لغزة بالدماء التي تسفك فيها، و نحن نعلم أن الإسرائيلي ليس لديه الا القصف من الجو و هذا ليس عامل قوة بل عامل ضعف، لاننا نشهد أن الحروب عندما تبدأ ، فهي تبدأ على الأرض ، والمعارك هي “مان تو مان”. والمعارك اليوم ما هي الا قصفاً مستمراً منذ ١٨ يوم الى هذه اللحظة، وما هو إلا عامل ضعف ودليل إفلاس الطبقة السياسية في إسرائيل عن إيجاد الحلول. خصوصاً أننا نسمع من اليوم الثاني و الثالث عن الاجتياح البري ، و الاجتياح البري اليوم يؤجل لسبب ما أو حجة ما، و لكن كلنا ندرك أن الساعات الأولى على طوفان الأقصى كانت عمل بطولي للشبان الذين قاموا به، وكان بمثابة حلم لا يمكن أن نحلم به فقد فاق الخيال ، ولكن الحمد لله أن ما جرى كان حقيقة و سنكسب انتصارات بعدها”.
وأردف جليلاتي في حديث عبر الـ nbn ان “الأميركي استلم زمام المبادرة لانه ادرك أنه هناك انهيار كامل في المنظومة الإسرائيلية عسكرياً و سياسيا و مجتمعياً و على الفور استعان الإسرائيلي بالاميركي عسكريا و من ثم سياسيا عندما أتى بلينكن و بايدن فمن الواضح أن المنظومة الإسرائيلية انهارت من الساعات الأولى”.
وقال: “اليوم اي مبادرة ستقوم فيها اسرائيل ، أو اي شيء اخر هو بإدارة وتنفيذ أميركي، وما ارسال البارجة فورد الى البحر المتوسط الا لحماية اسرائيل من نفسها. كما اننا نشهد انهياراً كاملاً للدور الأمني و العسكري و السياسي، هذا الانهيار حتماً سيستكمل في القادم من الايام وسنشهد ايضا انهيار على المستوى الاجتماعي.
اذ ان المجتمع الاسرائيلي لن يبقى في اسرائيل ، و لا نبالغ في قول : سنشهد زوال اسرائيل. فحتميات التاريخ تؤدي إلى هجرة المجتمع الاسرائيلي لانه لن يجد الامان في الآتي من الايام . ومن الواضح أن المجتمع الاسرائيلي المفكك سيشهد على المزيد من تفككه في الآتي من الايام”.
ويضيف جليلاتي في مقابلته التلفزيونية انه: “خلال ٧ ساعات فقط عادت القضية الفلسطينية هي القضية الأولى في العالم، و بعد مجزرة مستشفى المعمداني عادت هذه القضية الأولى عربيا و عالميا. واسرائيل في هذه العملية فقدت كل الحجج .
والاعلام الغربي هو جدا موجه ، فنحن نرى كيف يتم قلب الحقائق. اذ ان الرئيس بايدن مثلا يرى أن هذه الأرقام كبيرة جدا و ليست بهذه الضخامة و الإعلام الغربي يشوه الحقائق . وكلنا نرى التخبط ما بين القيادة السياسية لدى العدو الصهيوني و القيادة العسكرية. فالعسكر دائما في إسرائيل يكون مقدس ولا احد يمس فيه . واليوم نحن نتابع التخبط الحاصل في الإدارة العسكرية والسياسية لدى العدو الصهيوني، ولكن أمام إسرائيل حلين، اولا اعلان هزيمتها امام ضربات حماس التي تمسك حتى هذه الساعة في زمام الأمور وهي المبادرة، و تفرض على الأرض ماذا تريد أن تفتح ملفات. ثانيا لا حل لإسرائيل الا ان تقوم عملية عسكرية نوعية لتحفظ ما بقي من ماء وجه هذا الجيش”.
مؤكداً انه في ختام هذه الحرب و نقلا عن الوزير كرامي هناك إما رابح من هذا الفريق أو رابح من هذا الفريق، ولن يستوي الأمر في القادم من الايام بين الفريقين .
ويقول جليلاتي ان “ما حصل في عام ٢٠٠٦ سنشهد اكبر منه في هذه الأيام، نحن شهدنا نصف انتصار من اول سبع ساعات ،ولا احد ممكن أن ينتزع هذا الانتصار، والمنتصر الوحيد سوف يفرض شروط للمسار السياسي في المستقبل. اذ يعتبر المحللين أن هذه الحرب هي مقبلات ، وأمام كل الحجج التي تقدمها اسرائيل للاجتياح البري ماهو الا مبني على تحضيراتها، فهم قد اكتسبوا دروس من الحرب الأوكرانية. ونحن من وجهة نظرنا نقول إن الاجتياح البري في حال حصل سيكلف الإسرائيلي اثمان باهظة للغاية وعلى العكس الافضل اعلان هزيمته. ونحن ندرك أن الفلسطيني عندما قام بهذه الخطوة كان يحسب الخطوة الثانية والثالثة والرابعة ، وحتما أن الاجتياح البري الإسرائيلي هو الحل الاوتوماتيكي الذي يعتمدها الإسرائيلي في أي معركة”.
وأردف جليلاتي انه “عندما تخسر اسرائيل الحرب هناك مسار سياسي جديد فما قبل ال ٧ اكتوبر ليس كما بعد ٧ اكتوبر ، وعندما أتى بايدن إلى اسرائيل اراد ان يستمع منهم لخطتهم . ولعل لحظة الصفر في الاجتياح البري ستكون بإدارة امريكية، لكن اسرائيل ممكن أن تقوم بضربة خارج الحدود. كذلك كون نتانياهو يعتبر أن مساره السياسي على المحك ، لذلك سيأخذ إجراءات خارج الصندوق و خارج المتوقع، إضافة لكون العدو كان يحضر لاجتياح غزة في ما بعد و اصبحت الضربة استباقية من حركة حماس
فمن المتوقع أن تصنع اسرائيل حرباً داخلية و خارجية ،و اقصد خارجيا” إيران . ومن المحتمل أن نرى في الآتي من الايام ، إما معركة داخلية اي اجتياح غزة برياً، وهذا ما سيكلف اسرائيل غالياً أو سيخرجون إلى الخارج و هنا الصعوبة في أن كل المنطقة ستكون منطقة مشتعلة، وهنا لا بد من الاشارة الى انن صف واحد و خلفنا روسيا و الصين ، سيقفون سداً منيعاً لاي قرار أممي يدين حماس ولا يدين اسرائيل وهذا ما شهدناه بالامس . فالصوت اليوم ، لا صوت يعلو فوق صوت المعركة و لكن اللافت هو موقف الامين العام للامم المتحدة الذي يتعاطف للمرة الأولى مع القضية الفلسطينة و اعترف أن هذا الشعب محتل منذ ٥٦ عام. وعندما تبدأ الأمم المتحدة بالاعتراف أننا محتلين، إذًا صوتنا بدأ يصل أو الصوت العربي بدأ بالوصول شيئاً فشيئاً الى أذن الأمم المتحدة”.
ليضيف جليلاتي “نحن نعتبر أن هذه المعركة هي الأخيرة في هذا الصراع. ومن بعدها اسرائيل انتهت . واخاف من ان يكون هذا الغطاء الأميركي أو الضوء الأخضر الأميركي الذي قد اعطي لإسرائيل لتقصف في هذا الشهر هو مخطط لابادة أو تهجير الشعب الفلسطيني، ولعل حماس أثبتوا أنهم كانوا يعملون ليعيدوا فعلياً كرامة العرب . ولا احد كان يسأل عن العرب في الفترة السابقة أو عن فلسطين فالشعب الفلسطيني يدفع ثمن ولكن رضى ، لان الشعب الفلسطيني هو شعب جبار. والضفة الغربية هي مثل الجبهة الجنوبية في لبنان، اذ ان الجبهة الجنوبية الآن تشتعل ، فحزب الله يعرف جيدا متى سيدخل إلى المعركة وبناءً على معطياته الخاصة.
ولعل الطوق الأمني في الضفة قاسٍ، فالحرب فُتحت ولكنها لم تتوسع و حجم هذه الحرب هي برهن التطورات العسكرية وتطورات الميدان”.
وبالعودة للساحة اللبنانية، يرى جليلاتي ان ما جرى في ٧ اكتوبر ، فرز المشهد اللبناني وهو بالاصل مفروز ولكن فرزه بشكل جديد ، وكل ما تعنيهم القضية الفلسطينية إنسانيا أو دينياً أو قوميا وقفوا في صف ومن لا يعتبر القضية الفلسطينية تعينه أصبح في صف آخر” .
واشار جليلاتي الى ان “الوزير باسيل قال أننا مع القضية الفلسطينية، ولكن نحن ضد ان يكون الجنوب اللبناني منصة للفتح.
وما جرى بالشكل هو انتصار لخطنا ، فبالرغم من كل ما يحكى عن للخلافات السياسية ان وجدت أو لا، بين الفريق الواحد و من الواضح أن الوزير باسيل ذهب الى الرئيس بري و ذهب للرئيس جنبلاط و عند رئيس الحكومة.
وآن الوقت لرص الصفوف و وضع حزام امان داخلي لمواجهة ما سيأتي، وعلينا كلنا أن نكون جاهزين.
فنحن على سبيل المثال كتيار الكرامة مستعدين اليوم في طرابلس لاستقبال اخواننا في حال اضطروا إلى أن ينزحوا من مناطقهم في الجنوب . وما نتمناه أن لا يشعر المسيحيون في لبنان انهم مغبونين في موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية، فقد أبدى الوزير باسيل بالامس و بكل مرونة ان نذهب الى تفاهم، والوزير كرامي أسماها حوار الساعات وخلال ساعات من المفترض أن نخرج تفاهم وطني، ينتج رئيس للجمهورية يعيد العمل ب انتظام” .
اشارة الى ان الأولية في لبنان أن يكون هناك رئيس جمهورية على رأس السلطات و من ثم حكومة فاعلة ، علما أن هذه الحكومة فيما يخص موضوع فلسطين قامت بما يملي عليها ضميرها و وقفت وقفة حقيقة تشكر عليها ولكن المطلوب أن يكون لدينا حكومة حقيقية تأخذ كل قراراتها لمواجهة المخاطر القادمة. والرئيس بري دعى فيما سبق ونحن شددنا على يديه في هذا الموضوع وكنا نقاتل معه في اطار الذهاب الى التحاور و لكن من الواضح انه كان هناك سوء تفاهم عند الطرف الآخر” .
وختم جليلاتي بانه على صعيد القضية الفلسطينية، فموقف السعودي هو موقف متقدم جدا، وهذه القضية تجمع كل العرب ولو نسب متفاوتة، وفي لبنان نحن فريق تجمعنا هذه القضية، واي شيء يمس هذه القضية حتماً سنكون مجموعين عليه، وهذا ما جرى و سيترجم في السياسة الداخلية. فنحن لا نستطيع أن نترك منصب قائد الجيش فارغاً في هذا الظرف الذي نمر بها . ولا نستطيع تسليم شخص آخر غير قائد الجيش في هذا الظرف . ومن هذا الباب الوزير كرامي قال إنه مع التمديد لقائد الجيش”.
لمشاهدة الحلقة كاملة: