راديو الرقيب
خاص الرقيبخاص سلايدرمقالات

“الرقيب” تنشر تحقيق عن فساد شركة CMA – CGM في ٥ حلقات… الحلقة الاولى: ماذا تريد امبراطورية CMA- CGM اكثر من ذلك؟

خاص الرقيب:

مع تدهور الأوضاع الاقتصادية وإنهيار المؤسسات والقطاعات تباعاً في لبنان، تصدّر دور الشركات العابرة للحدود الواجهة؛ ومن أبرزها مجموعة CMA- CGM التي تفردت بامتلاك خط حكومي مباشر باتجاه القطاعات المختلفة.
وفي بلدٍ منكوب كلبنان، فإنه يعد صيداً ثميناً للشركات العابرة للقارات والتي تسعى لتصيّده، فهو فرصة جوهرية للإستحواذ على عقود استثمارية وصفقات احتكار، وبالتالي يتاح لها فرصة السيطرة على قطاعات البلد بأبخس الأثمان.
تشطت أعمال شركة CMA- CGM منذ بداية الأزمة في لبنان، وتحديداً منذ عام 2019، وأخذت تنتقل من قطاع إلى آخر، وهي تبرم العقود والصفقات وتسعى للاستثمار في مختلف المجالات، فقد اهتمت بخدمات البريد، والتوضيب الزراعي، وإنتاج المكسرات، والخدمات الرقمية، وعمليات التصدير، إضافة لإدارة الموانئ والنقل البحري.
CMA-CGM هي مجموعة شحن بحري ولوجستية عالمية مقرها في فرنسا. تأسست في عام 1978 وتقدم خدمات شحن بحري دولي وتمتلك أسطولًا كبيرًا من السفن. كما تعتبر واحدة من أكبر شركات الشحن في العالم وتعمل في معظم أنحاء العالم.
تسعى إلى التوسع والاستثمار في مجموعة متنوعة من القطاعات والشركات. فقد قامت بالاستحواذ على عدة شركات لوجستية وشركات نقل بحري لتوسيع نشاطاتها. وتولي اهتمامًا بالاستدامة وتطوير تقنيات تقليل الاثر البيئي في نشاطها. ولها أيضاً تأثير كبير على الاقتصادات المحلية والعالمية وتلعب دورًا مهمًا في سلاسل الإمداد العالمية. كما تقوم بتطوير شراكات استراتيجية مع شركات أخرى في قطاع النقل واللوجستيات. إذ تبحث عن فرص جديدة للاستثمار في مشاريع مثل توسيع المطار وشراء أسهم في شركة الخطوط الجوية الشرق الأوسط MEA.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي للمجموعة هو اللبناني- الفرنسي رودولف سعادة، والذي تربطه علاقة وطيدة برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، هذه العلاقة هي ما ولّدت إبرام العقود والذي ترجمت تحديداً في قطاعي البريد ومرفأ طرابلس، ولعل الأمر لن يقف هنا مستقبلاً، فهذا الرئيس مدعوماً من الجانبين الداخلي والخارجي، أما طموحه فلا تحدّه عوائق أو حدود.
في عام 2021، اعتمدت شركة الشحن الفرنسية العالمية CMA- CGM مرفأ طرابلس كمحطة أساسية لها في شرق البحر المتوسط، هذا المرفأ الذي لطالما دغدغ مشاعر الطرابلسيين بسبب أهميته، ، وهو ما من شأنه أن ينهض بهذه المنطقة المنكوبة، لكن الآمال التي بنيت عليه كانت كبيرة جداً.
إذن شركة CMA- CGM، تلك “الإمبراطوريّة” الفرنسية، وتمثل مجموعة الشحن الفرنسية التي تملكها آل سعادة، وهي مستمرة في التوسّع في مواقع استراتيجية داخل لبنان، بالتنسيق المباشر مع رئيس مجلس الوزراء أو ما يُشبهه في القوى التنفيذية اللبنانية.
وقد أصبح من المعروف في لبنان أن CMA- CGM نجحت في:
– الفوز بعقد إدارة وتشغيل وصيانة ميناء بيروت لمدة عشر سنوات في شباط 2022 كشركة وحيدة بدون منافسين.
– نجحت في الفوز بمجال الخدمات والمنتجات البريدية في لبنان من خلال شركتين تأسستا بمبادرة منها في آذار الماضي، وذلك بعد المنافسة الوحيدة في هذا الصدد.
– حصلت الشركة نفسها على تلزيم غامض في مجال خدمات الشحن الجوي (TMA)، دون اللجوء إلى مناقصة عامة.
يبدو بوضوح أن مجموعة CMA-CGM تسعى إلى توسيع استثماراتها في لبنان بشكل واسع وطويل الأمد، وهي غير راضية عن الاقتصار في القطاعات التي دخلتها في السنوات الأخيرة. فهناك تكهنات حاليًا حول نية المجموعة شراء أسهم من شركة الخطوط الجوية الشرق الأوسط MEA، خاصة بعد دخولها في مجال الاستثمار في النقل الجوي من خلال شراكتها مع شركة Air France. بالإضافة إلى ذلك، تطمح المجموعة إلى المشاركة في مشروع توسعة المطار وإقامة مبنى جديد للمسافرين (Terminal 2)، بعد تعليق العقد الذي وقعته وزارة الأشغال مؤخرًا مع شركة LAT. ووفقًا للمعلومات المتاحة، حاولت مجموعة CMA-CGM في وقت سابق شراء صحيفة لوريان لوجور L’orient Le Jour، ولكن طلبها تم رفضه.
إذن، يبدو أن رودولف سعادة يسعى إلى إقامة إمبراطورية تابعة لـ CMA-CGM في مختلف القطاعات في لبنان، وهو يستفيد من فرص التدهور الاقتصادي ويستغل علاقاته السياسية في البلاد، ويستجيب لاهتمام الدولة الفرنسية بالمشاركة في عمليات إعادة إعمار لبنان في المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock