كرامي في أول تعليق له على كلام السيد حسن نصرالله بالامس

بعد أول إطلالة لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله على الاعلام يوم أمس عقب اندلاع معركة طوفان الأقصى، رأى رئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي أنها كانت كلمة عقلانية وواقعية وتحاكي المنطق والمصلحة الوطنية ومصلحة المقاومة. ومصلحة ما يجري اليوم في غزة، وتبقى أيضا، والأهم بالنسبة هي مصلحة لبنان.
وأضاف كرامي في حديث عبر سبوتنيك الروسية “طبعا الكلمة المفتاح في هذا الخطاب بأن ما قاله سماحة السيد بأن “للحديث تتمة” وهذا يعني بأنه ليس هو القرار النهائي. وليس هذا الخطاب هو الخطاب الأخير، وخصوصاً وأنه قال هناك خطابات أخرى من أجل تحديد كيفية إدارة المعركة حسب التطورات. ثانيا، حدد سماحة السيد أمرين، الأمر الأول يتقاطع مع المبادرات العربية، وهي وقف إطلاق النار فوراً وإدخال المساعدات، والأمر الآخر الذي لا يتقاطع مع المبادرات العربية وهو عدم سقوط حماس، وهذا يعني انه باللحظة التي يشعر بها محور المقاومة، ليس فقط في لبنان، ولكن كل المحور، بأن حجر الرحى سيسقط، فإذن لا بد من تدخل المقاومة، وبهذا الإطار يعني هناك ملاحظتين، الملاحظة الأولى بأن الفكرة العربية أو المبادرة العربية تدعو لإعلان الدولتين، يعني وقف إطلاق النار، أما محور المقاومة يقول وقف إطلاق النار وعدم سقوط حماس”.
وعن ربط مصير لبنان بمصير حماس ومصير غزة، أشار كرامي إلى كون “خصوم حزب الله سينتقدون مهما كانت مكانة الأمور، فحتى لو أعلن بالأمس الحرب كانوا سينتقدون، ولو لم يعلن الحرب سينتقدون، حزب الله اليوم هو في صلب المعركة وهو يعرف استراتيجيا بأنه بعد غزة، هناك لبنان. وإن فرض شروط إسرائيلية على لبنان، وخصوصا وأن الإسرائيلي منذ اللحظة الأولى، لم يقم فقط بانتزاع أو القضاء على حماس، ولكن قام بتهجير الفلسطينيين، فهو ذهب أبعد من ذلك، وذهب لتحقيق الحلم الإسرائيلي، والحلم الإسرائيلي يتضمن أيضا جزء من لبنان. فلبنان معني بهذه الحرب، شاء أم أبى، والمنطقة كلها تغلي، والمنطقة كلها تهتز، ولبنان في حالة حرب مع إسرائيل منذ عام 48. ونحن لسنا بسلام. فما يجري في فلسطين يعنينا، وما يجري في فلسطين يؤثر علينا، فهذا أمن قومي، ولا نستطيع أن ننأى بأنفسنا عن هذه المعركة”.
وأردف كرامي: “إذا كانت أمريكا التي تبعد عنّا عشرات أو آلاف الكيلومترات، لا تستطيع أن تنأى بنفسها عن هذه المعركة، فكيف للبنان أن ينأى بنفسه عن هذه المعركة؟ ما حدث بالأمس هو تحديد خطوط الاشتباك، ولكن إلى حين تطور المعركة، والكلام اليوم ليس للكلام؛ فالسياسة تحاكي الميدان، والميدان اليوم هو الذي يتكلم. فمن يحصل على مكاسب أكثر في الميدان يفرض شروطه في السياسة، خصوصا وأن الأمريكي أتى إلى الكيان الصهيوني لكي يدعو إلى الهدنة الإنسانية. وكانت النتيجة خذ لترضى مزيداً من الدعم والأسلحة واقتل لتشبع”.
أما من جهة الانتقادات الكثيرة لكلمة السيد نصرالله والتي لم تشفِ غليل الجمهور كما اعتبر البعض، أكد كرامي أن “هناك استعجال واضح بأن المعركة طويلة، وهذا ما استنبطناه بالأمس من كلمة السيد. إذن، المعركة طويلة، ونحن ما زلنا في بدايتها، وأتأمل أن أكون على خطأ في هذا الأمر، لأنه لم يعد يمكننا أن نرى المزيد من الشهداء والجرحى والضحايا وإلى آخره، ولبنان والمنطقة كلها أي مصر، الأردن، سوريا… تتأثر بهذا الموضوع، ولكن من الواضح أننا ما زلنا بأول المعركة، ولا أحد يكشف أوراقه من أول لحظة، وأما للمستعجلين على المعركة اليوم، فأقول لهم أن الحرب ليست نزهة، وسنفضل الربح بأقل الأضرار الممكنة وبالصمود”.
وختم كرامي أن: “مايجري في الجنوب اليوم حرب رسمية، فهماك صواريخ وغارات ومسيرات وشهداء… لذلك لننتظر ونرى التطورات الميدانية في غزة، فمن الواضح أن هناك تنسيق بين محاور المقاومة أي حزب الله وحركة حماس وحركة الجهاد”.