راديو الرقيب
اقلاممقالات مختارة

عندما دقّت ساعة العالم على توقيت نصر الله… هذا السيناريو المتوقّع للحرب في غزة!

جويل بو يونس – الديار

بعد غياب طويل قارب الـ 27 يوما منذ زلزال “طوفان الاقصى”، خرج اخيرا امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ليطل بالصوت والصورة على العالم باجمعه، فبات هو الحدث المنتظر بحدّ ذاته وتحوّلت أنظار العالم الى بيروت وتحديدا الضاحية الجنوبية فوقف الجميع من الغرب الى الشرق يترقب ويحلل ماذا سيقول السيد، وماذا ستحمل الساعة الثالثة من بعد ظهر ذاك الجمعة من الثالث من تشرين الثاني 2023، فهل يعلنها حربا مفتوحة ووحدة ساحات تنطلق شرارتها من لبنان الى ايران فسوريا فالعراق واليمن؟ او يهدئ بال اللبنانيين الذين عمد القسم الاكبر منهم الى اغلاق مكاتبه وترك أشغاله ووصلت الامور بالبعض الاخر حدّ تعطيل المدارس تحسبا للساعة الثالثة، وكأن توقيت العالم بأسره توقف على توقيت “السيد” فجلس الجميع وفي الخارج قبل الداخل متسمرا امام شاشات التلفزة ينتظر ماذا سيعلن نصر الله.

دقت الساعة الثالثة، اتى موعد الكلام، فرصدت الكاميرات على مختلف الشاشات، الاف الحشود المتجمهرين في الضاحية الجنوبية لمواكبة كلام امين عام حزب الله ليطل الاخير ويخطب قرابة الساعة ونصف الساعة بكلمة حملت اكثر من رسالة على اكثر من جبهة.

عرف السّيد في خطابه المدروس والمتقن في كل كلمة وفاصلة، كيف يهدئ نفوس اللبنانيين المرعوبين من “حرب مدمّرة” هم الذين لم يخرجوا بعد من هول حرب تموز ودمارها ومن جائجة كورونا وازماتهم المالية الاقتصادية وفراغ مؤسساتهم، هدّأ السيد بال الداخل اللبناني من دون ان يطمئن العدو فأعلن أن حزب الله دخل الحرب منذ الثامن من تشرين الأول، وتصاعدها مرهون بأمرين: أوّلاً، مسار تطوّر الأحداث في غزّة، وثانياً، سلوك العدوّ تجاه لبنان. لذلك، فإنّ كلّ الاحتمالات مفتوحة. في هذا الكلام بحسب ما يقرا مصدر بارز ما يشبه التأكيد ان حزب الله لن يبادر بخطوة ما تطلق شرارة الحرب من لبنان لكنه جاهز ومتأهب لاي حماقة قد يقترفها العدو رابطا تطور الوضع بلبنان بتطورات ميدان غزة وبسلوك “اسرائيل”.

وبرسالة واضحة لمن حمّلها مسؤولية ما يحصل، الولايات المتحدة الاميركية، توجه نصر الله بالقول : من يريد منع حرب إقليميّة، يجب أن يسارع إلى وقف العدوان محذرا في الوقت نفسه بان الحزب أعدّ العدّة للاساطيل والبوارج الاميركية.

وختم نصر الله خطابه على وقع تصفيق الاف المحتشدين بما يشبه التأكيد باطلالة ثانية تكون قريبة على قاعدة ” يتبع”…

وبانتظار الكلمة الثانية، فما ان انتهت كلمة نصر الله حتى انهالت التحليلات والتعليقات، منها من اشاد بواقعية الخطاب ومدى مقاربته للواقع بدقة كبيرة كما توازنه تماما كرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط الى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي وان لم يعلق حتى الساعة بصفته الشخصية وبلسانه فموقفه يستشف من التغريدة التي خرج بها مستشاره السياسي انطوان قسطنطين عندما كتب بعيد انتهاء كلمة نصر الله: “كلام مسؤول سمعناه من السيد نصر الله يعكس احاطته العميقة بأبعاد الصراع وخلفياته. هو معني بطمأنة لبنان لا بطمأنة اسرائيل هكذا قرأناه ولسنا معنيين بفوضى التعليقات وبما لا يعكس رأينا”.

اما على الجبهة المعارضة، فواضحة كانت مواقف القوات اللبنانية كما الكتائب والتي تستشف من تعليقات وتصريحات بعض نوابهم فبين من رأى “الخطاب مبهبط” تماما كالنائب نديم الجميل ومن رأى انه لم يكن متوازنا لا بل مقلقا لانه ربط ساحة لبنان بساحة غزة كما اتى على لسان بعض نواب تكتل الجمهورية القوية. هذه الاصوات انضمت كلها الى بعض المغردين الذين كانوا يطالبون نصر الله ويحذرون من جر لبنان الى فتنة وحرب واذ بهم يخرجون بعيد انتهاء كلمته ليقولوا: الكلمة ليست على مستوى الحدث! وكأن المطلوب ان يعلن نصر الله الحرب الشاملة.

على هذه الاصوات علقت مصادر بارزة مطلعة على جو حزب الله بالقول: “والله حرنا ماذا نفعل، لو قال السيّد عكس ما قاله لكانت قامت الدنيا ولم تقعد”، واضافت: لدى حزب الله 60 شهيدا سقط فهل من يتخيّل المشهد وهناك من يخرج لينتقد!

على اي حال فالواضح ان كلام نصر الله المطمئن نوعا ما للداخل اللبناني والمربك للعدو الاسرائيلي، يصب بحسب اوساط متابعة في اطار اعطاء فسحة للجهود التي تبذل لوقف اطلاق النار او لهدنات انسانية ولا سيما ان امين عام حزب الله أعلن ان المطلوب العمل على وقف اطلاق النار وانتصار حماس، وتابعت الاوساط ان الجهود التي يتم التعويل عليها هي الجهود القطرية كما السعودية والمصرية ولا تخفي اهمية اجتماع عمان – غزة الوزاري الذي استضافته الاردن امس في جهود وقف الحرب على غزة واللقاءات التي عقدت مع وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن مع الاشارة الى ان الرئيس ميقاتي كان ايضا التقى بلينكن في عمان وطار الى القاهرة حيث التقى السيسي على ان يتوجه في الساعات المقبلة الى السعودية للمشاركة في قمة الرياض.

وبانتظار ما قد تسفر عنه هذه الوساطات فالتعويل هو في الوقت الراهن بحسب مصدر موثوق به لا على وقف لاطلاق النار انما على التوصل الى هدنات انسانية يتخللها وقف لاطلاق النار متكرر ويرافقه على دفعات افراج عن اسرى من الطرفين ولو ان المصدر يؤكد ان المسألة قد تأخذ وقتا لتنجلي الصورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock