تقرير صحفي 6/11/2023
الاخبار:
*نصرالله:
– قال (ابراهيم الامين): بعيداً عن الانفعالات التي رافقت القراءة الشعبية لخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الجمعة الماضي، عاد أصحاب الرؤوس الباردة إلى تقييم الأمور من زاوية علاقتها بحقائق المواجهة الجارية. فحزب الله الذي يتحمّل الكثير من الضغط حيال استحقاق المواجهة مع العدو، تجاوز «قطوع» رد الفعل الشعبي، وانتقل عملياً إلى جدول أعماله الحقيقي، وهو أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة من المواجهة، وأبرز عناصرها تحطّم الهيبة الإسرائيلية وتحوّل العدو إلى الجنون التام، وتعاظم الوجود العسكري الأميركي في المنطقة لحماية العدو من جهة، واحتمال الدخول في مواجهة مع أعداء إسرائيل من جهة ثانية.
بهذا المعنى، يجب التوقف ملياً عند التشريح السياسي الذي قدّمه نصرالله في خطابه الجمعة الماضي. وهو خطاب مدروس بعناية، لأنه يحمل عنواناً جديداً للمواجهة، يتلخّص بأن المعركة الآن باتت مركّزة أيضاً على الاحتلال الأميركي الآيل إلى التوسع في المنطقة. ففي حين كان محور المقاومة يدرس كيفية طرد ما تبقّى من قوات أميركية في سوريا والعراق، يجد نفسه الآن مضطراً للأخذ في الاعتبار أن المواجهة توسّعت لتشمل القواعد العسكرية الأميركية المتنقّلة في البحر، أو تلك التي يُتوقع أن تقام داخل كيان الاحتلال في وقت قريب. وهذا يعني أن موجبات المعركة الكبرى، وإن كانت في الأصل تضع العامل الأميركي في الحسبان، صارت مضطرة اليوم للتعامل مع هذا العامل باعتباره شريكاً فاعلاً ومباشراً في الحرب التي تشنّها إسرائيل.
بناءً عليه، فإن سياق المرحلة الجديدة التي أشار إليها السيد نصرالله يتصل بمهام متنوّعة، فيها ما هو ساخن ومتصل بما يجري في الحرب على غزة، حيث يبدو أن المقاومة في لبنان قررت تطوير نوع المواجهات مع قوات الاحتلال على الحدود الجنوبية للبنان، وفتح الباب أمام أسلحة وتكتيكات جديدة ستظهر في الميدان، إضافة إلى الاستعداد وإظهار الجهوزية الكاملة لاحتمال تدحرج الأمور، جدياً، إلى مواجهات أوسع من تلك القائمة الآن مع قوات الاحتلال. لكن الأهم، هو إعادة تنظيم آليات عمل قوى محور المقاومة مجتمعةً، في سياق إنهاك العدو ومنعه من القضاء على المقاومة في غزة، وإشعاره بأن الدعم العسكري الأميركي لا يوفّر حماية جدية له. والأهم من ذلك هو دفع الأميركيين إلى إعادة النظر في أصل وجودهم هنا، والأخذ في الاعتبار أن ما سيتعرضون له من جانب قوى محور المقاومة، لن يكون أقل مما يفيد في طرد الاحتلال الأميركي من المنطقة.
وتنبغي الإشارة هنا إلى أن من يفكّر الآن في أن ضرب الاحتلال الأميركي يمثل بحد ذاته ضربة قاسية وربما أكثر من ذلك للعدو الإسرائيلي، عليه أن يفكر بطريقة إدارة العملية. وإذا كان القرار واضحاً، وإرادة القتال حاضرة، وربما الإمكانات كافية، إلا أن الأهم، هو وضع آلية تسمح بتنفيذ هذه المهمة الكبيرة، بأكلاف محسوبة بدقّة، وبما لا يتيح للأميركيين أن يتحولوا إلى مجانين أكثر من مجانين إسرائيل. وهذه الحسابات المطلوبة لا تعني التراجع أو الارتداع. وربما هذا ما يشكّله جوهر خطاب نصرالله الأخير، لأن من فكّر بأن حزب الله مرتدع وخائف من الدخول في مواجهة شاملة، ليس موجوداً حكماً في مركز القرار سواء في الولايات المتحدة أو في ما تبقّى من غرف قيادة إسرائيلية.
أما الذين كانوا ينتظرون من السيد نصرالله أن يخرج عليهم ليقول لهم: انظروا إلى حاملة الطائرات تحترق، فعليهم التروّي قليلاً، وانتظار ما سيقوله الرجل السبت المقبل. لكن الأهم، عليهم الاستعداد لجولة أقسى من الحرب المفتوحة مع الاحتلال الأميركي وكل أدواته وأذرعه العسكرية والسياسية والدبلوماسية والإعلامية والمدنية، وهي أدوات عليها أن تقرر سريعاً في أي جبهة تقف، لأن معركة تحرير فلسطين لم تعد ترفاً أو خيالاً، وهي حكماً ستجرف معها الغزو الأميركي لمنطقتنا ومحو آثار احتلاله القائمة في بلادنا، على أكثر من صعيد.
*قيادة الجيش:
– يتواصل السجال حول شغور قيادة الجيش مع انتهاء ولاية قائده العماد جوزف عون مطلع العام المقبل، وقد توّج أمس بدخول البطريركية المارونية على الخط، مع إعلان البطريرك الماروني بشارة الراعي موقفه، في عظة الأحد، أن «من المعيب حقاً أن نسمع كلاماً عن إسقاط قائد الجيش في أدقّ مرحلة من حياة لبنان وأمنه واستقراره وتعاطيه مع الدول»، داعياً إلى «انتخاب رئيس للبلاد وحماية المؤسّسات، بدلاً من التخطيط لإسقاط هذا أو ذاك، أو التلاعب بالقيّمين على هذه المؤسّسة أو تلك”.
– الراعي، الذي التقى في بكركي بعد ظهر أمس قائد الجيش، وزاره رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ليل السبت، جاء كلامه بعد سلسلة لقاءات عقدها في الأسبوعين الماضيين مع قوى سياسية مسيحية طالبته بعقد اجتماع للمطارنة الموارنة واتخاذ موقف حاسم ضد تفريغ المنصب الماروني الثاني بعد حاكمية المصرف والضغط على الزعماء المسيحيين الذين يرفضون التمديد لعون، وتحديداً باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وخصوصاً أن «هناك شبه اتفاق بين القوى السياسية الممثلة في الحكومة على عدم التمديد لأسباب مختلفة تتصل إما بالملف الرئاسي أو بالتطورات في المنطقة وتأثيرها على لبنان».
– علمت «الأخبار» أن الراعي أبلغ باسيل خلال لقائه به أنه «لا يجوز ترك المركز شاغراً. فإما الاتفاق على تعيين بديل أو التمديد»، فيما لا يزال رئيس التيار يرفض إصدار الحكومة تعيينات، باستثناء تعيين رئيس للأركان.
– نقل مطلعون عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله «لا أتفق مع باسيل على شيء. لكنّي أتفق معه على عدم التمديد لأي موظف في منصبه. وكما حصل في الأمن العام ومصرف لبنان، لا يُمكن تجاوز الأمر في قيادة الجيش أو أي شغور آخر”.
– يرفض بري رمي كرة التمديد على مجلس النواب، وأكد أنه في «إمكان الحكومة القيام بكل شيء. تعيينات، إقالات أو تمديد». ورداً على القوى السياسية التي طالبته بفتح المجلس لتشريع التمديد، كرر «لا أعمل عند أحد»، مشدّداً على أنه لا يمانع تعيين قائد جديد للجيش أو رئيس للأركان. وفيما يختلف النائب السابق وليد جنبلاط المؤيد للتمديد مع حليفه رئيس المجلس لإدراكه أن هذا الرفض متعلق بالملف الرئاسي، إلا أنه يتفق مع بري وباسيل وفرنجية على أنه آن الأوان لإسقاط فكرة القائد المرشح دائماً للرئاسة.
– واصلت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا تواصلها مع القوى السياسية، مشددة على أن «الفراغ في المؤسسة العسكرية مرفوض ويعرّضها لمخاطر في هذه الظروف”.
– قال (نقولا ناصيف): الطرق كلها تبدو، الى الآن في احسن الاحوال، شبه مقفلة في وجه التمديد لقائد الجيش في منصبه سنة اضافية. التوافق غير المبرم بين الافرقاء على تولي كل منهم إعطاب ما يريده الطرف الآخر والحؤول دونه، يوازيه الاسوأ وهو ان احداً لا يعرف ماذا ينتظر اليوم التالي؟
توشك الابواب ان تمسي موصدة بازاء الحلول المقترحة لما ينتظر الساعات الاولى من 10 كانون الثاني 2024 مع احالة قائد الجيش العماد جوزف عون الى التقاعد. يشترك الافرقاء، كلٌ على طريقته، في تبادل سدّ المسارب المؤدية الى اي مخرج طبيعي او مفتعل لتفادي شغور منصب القيادة. يشتركون كذلك في تعذّر التقائهم، على الطريقة اللبنانية، على مفهوم جوهري واحد لمسألة الحتمية: مَن يُستغنى عنه ومَن لا يُستغنى عنه. الواقع ان في المقابر مَن لا يُستغنى عنهم اكثر ممَن في الحياة يُستغنى عنهم.
تقيم السدود المرفوعة في بت مصير قيادة الجيش في المعطيات الآتية:
1- لا تمديد للقائد الحالي سواء باقتراح قانون او بمشروع قانون في مجلس النواب. قبل اكثر من اسبوعين رغب رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في احالة مشروع قانون الى البرلمان يمدد سنّ تقاعد الضباط الكبار في رتبتيْ عماد ولواء سنة اضافية، يشمل – ناهيك بعون – الالوية قادة الاسلاك العسكرية والامنية الاخرى ما دام ليس سوى عماد واحد بغية تبديد حصر الامتياز بفرد. سرعان ما اخفق المسعى. بدورها كتلة حزب القوات اللبنانية ولجت الى الموضوع في 31 تشرين الاول من باب اقتراح قانون معجل مكرر يقصر تمديد سنّ التقاعد على قائد الجيش، فأغلق رئيس المجلس نبيه برّي الباب بإحكام. اعطب اقتراح القانون نفسه بنفسه: ان يصدر اولاً عن كتلة نيابية تجهر بمقاطعتها جلسات مجلس النواب ثم تلجأ اليه ببند وحيد، وان يشاع ثانياً عن حق او عن باطل ان السفيرة الاميركية دوروثي شاي اوعزت بوضعه ثم تكلمت مع عدد من النواب المستقلين – لئلا يقال تغييريين – حضتهم على تأييد الاقتراح والمشاركة في جلسة التصويت عليه. الصائب والمنطقي ان يكون رئيس الحزب سمير جعجع في قرارة نفسه متيقناً من عبثية الاقتراح وعدم جدواه كي «يمنّن» السفيرة بالاقدام على ما لا يسعه الوصول الى نهاياته. فكيف بصيغة متهورة باطنية استفزازية؟
2- من الصعوبة بمكان امرار التمديد اياً تكن اجتهادات الصيغ المتداولة في السرايا عن ان المرجعية صاحبة الاختصاص الدستوري في التعيين تملك بالضرورة الاختصاص نفسه في تمديده. مع انه اجتهاد غير مسبوق ويتعارض مع ما ينيطه القانون بوزير الدفاع المنصوص عليه في قانون الدفاع، الا ان المشكلة الناشئة ليست في امرار ذلك الاجتهاد او صوابه، بل في توفير النصاب القانوني الموصوف في مجلس الوزراء من اجل التصويت على بقاء عون على رأس قيادة الجيش. وزراء التيار الوطني الحر المقاطعون في الاصل انضم اليهم وزيرا تيار المردة بعدما افصح رئيسه سليمان فرنجية عن رفضه التمديد، اضف وزيراً ثالثاً حليفاً لهما هو جورج بوشكيان.
3- لحزب الله موقف قاطع في مرحلة استعادة التحالف مع التيار الوطني الحر، مؤداه رفضه الخوض في تعيينات المراكز المسيحية الرئيسية بلا التفاهم والتنسيق المسبق مع رئيس التيار النائب جبران باسيل الرافض بقاء قائد الجيش في منصبه. اخيراً اصبح حزب الله معنياً ايضاً بمجاراة حليفه الآخر ومرشحه لرئاسة الجمهورية الزعيم الزغرتاوي الذي جهر بمعارضته التمديد.
4- ليس خافياً ان رئيس حكومة تصريف الاعمال اكثر المتحمسين للتمديد لقائد الجيش ما حمله على عرقلة اي خيار بديل، بما في ذلك تعيين قائد جديد كان يجري الاعداد له من ضمن صفقة متكاملة. وفق ما يُنقل عن ميقاتي يروي امام وزراء دوافع اشتباكه مع وزير الدفاع موريس سليم في 25 تشرين الاول، وهو اليوم الذي التقى فيه باسيل وفرنجية على رفض التمديد: لأسبوع خلا على ذلك التاريخ اجتمع بوزير الدفاع وسأله عما يعتزم القيام به لتفادي الشغور في قيادة الجيش مع اظهار ميله الى التمديد لعون. رد انه وفريقه في صدد التفكير في صفقة شاملة للمجلس العسكري بتعيين قائد جديد ورئيس جديد للاركان الى العضوين الشيعي والارثوذكسي. وطلب مهلة عشرة ايام لبلورة مشروع التفاهم هذا. طلب ميقاتي ان يُحاط علماً بإسم القائد المقترح قبل ان يصير الى الخوض في الصفقة. في ما قاله للوزراء وهو يسرد هذه الوقائع انه توخى بالكتاب الذي ارسله الى سليم تسهيل مهمته. واقع الامر ان الاحالتين المرفقتين بالكتاب الى وزير العدل بصفته وزيراً للدفاع بالوكالة وهو في فريق التيار الوطني الحر كسليم، والى قائد الجيش، كافيتان لنسف الصفقة برمتها والعودة الى النقطة الصفر عند الجميع. لا سلة المجلس العسكري، ولا التمديد للقائد.
5- ابلغ النائب السابق وليد جنبلاط مَن يعنيهم الامر انه لن يوافق على تعيين رئيس للاركان ما لم يسبقه تعيين قائد جديد للجيش. يطابق جنبلاط موقفه هذا الطريقة التي يقارب بها سائر الملفات الداخلية بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية. التسوية عنده مصدر الحلول كلها بمشاركة الافرقاء المعنيين جميعاً. يعرف ايضاً ان من الصعوبة بمكان تعيين رئيس للاركان في معزل عن اي تسوية او على نحو منفصل بدعوى تفادي شغور القيادة.
6- الاستعداد المعلن لباسيل للموافقة على تفاهم يشمل تعيين المناصب الاربعة الشاغرة في المجلس العسكري، يضاهيه الشرط الاكثر تعقيداً والاكثر استجلاباً لاستفزاز ميقاتي هو اقتران التفاهم على سلة التعيينات بتوقيع الوزراء الـ24 جميعاً مراسيم السلة. سبق ان فوتح ميقاتي اكثر من مرة بعرض كهذا ثمن استعادته وحدة حكومته لا يُستشم منه سوى الطعن بكل ما كان صدر عنها منذ الشغور الرئاسي من مراسيم لم تقترن بتواقيع الوزراء الـ24.
النهار:
*غزة ولبنان:
– اتسمت الوقائع الميدانية في الجنوب وعند الحدود اللبنانية الإسرائيلية امس بخطورة عالية في ظل تطور من شأنه ان يلهب المواجهات المباشرة كما ينذر بتوسيع اطار المواجهات الصاروخية والمدفعية الى عمق يتجاوز الاطار الذي دارت فيه منذ الثامن من تشرين الأول الماضي. هذا التطور تمثل في اقدام إسرائيل على استهداف مدنيين لبنانيين على دفعتين، الأولى عبر استهداف سيارة اسعاف لكشافة الرسالة وجرح أربعة مسعفين، والثانية عبر استهداف سيارة مدنية مما أدى الى ارتكاب جريمة جماعية بحق عائلة فاستشهد أربعة من افرادها ثلاث فتيات مع جدتهن.
*قيادة الجيش:
– قال (مجد بو مجاهد): الاتجاه إلى المجلس النيابي والاحتكام إلى التشريع من عدمه بهدف التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون سنة واحدة، أدّى إلى إعادة طرح علامات استفهام جليّة حيال إذا كانت الوجهة ستكون للانتقال إلى خطوة التشريع الاستثنائي من عدمه. ويأتي ذلك وسط “ضبابية” في الأفق الحالي انطلاقاً من سلبية تعاملت خلالها بعض القوى السياسية من محور “الممانعة” مع طرح “القوات اللبنانية” مشروع قانون التمديد سنة لقائد الجيش. والسؤال المتمحور حالياً: “تشريع التمديد أو لا تشريع؟”… وتُعتَبر بعض التكتلات النيابية المعارضة على استعدادٍ قائم لكسر هذه القاعدة استثنائياً بهدف تأمين استمرار مؤسسة الجيش اللبناني وقيادتها، في وقت يستطلع مؤيدو التمديد لقائد الجيش أن ثمة منحى يراد منه تفريغ جميع مؤسسات الدولة بغضّ النظر عن طائفة شاغل الوظيفة وكذلك المؤسسة التي يعمل فيها.
– قالت (روزانا بومنصف): فيما يتزعّم التيار إطاحة التمديد لقائد الجيش جوزف عون بغاية إطاحة احتمال انتخابه لرئاسة الجمهورية بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن الآخرين على الأرجح، وكان هو رأس الحربة في السعي على نحو مبكر إلى حصر التبعة الانهيارية بالحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة حجباً لمسؤولية عهد ميشال عون في قيادة البلد إلى الانهيار الكارثي، بغض النظر عن مدى مسؤولية سلامة في هذا الإطار أيضاً. ولو أن هناك وعياً سياسياً شعبياً لوجب أن تنهال الأسئلة: أين تجد حقوق المسيحيين موقعها في هذا السياق وكيفية الدفاع عنها إزاء هذا الأداء في ظل الزعم بأن حكومة تصريف الأعمال يجب أن لا تقوم مقام رئيس الجمهورية، ولكن يُتاح المجال أمامها لتعيين رئيس الأركان لعدم وجوب ترك الجيش من دون قيادة ولو بالوكالة على رغم سعي وزير الدفاع ليكون رئيس الأركان موالياً له أو من يمثّله. ومن باب الإحراج المحتمل لموضوع حقوق المسيحيين لدى من صم آذان الناس بزعم الدفاع عنها، “الصمت” المطمئن لتولي رئيس الحكومة (وهي راهناً حكومة تصريف الأعمال المحدودة الصلاحية) جولة على الدول العربية تسويقاً لوجهة نظر لبنان وتفادياً لامتداد الحرب إليه فيما أمر مماثل كان ممنوعاً على رئيس الحكومة وفي وجود رئيس للجمهورية.
الديار:
*غزة ولبنان:
– قالت المصادر لـ”الديار»:»يبدو واضحا ان الاميركيين كما الاوروبيين لم يعودوا يستطيعون ان يغطوا الجرائم الاسرائيلية بالكامل، لذلك يتحدثون عن سعيهم لهدن بالعلن، ولكن من تحت الطاولة يؤيدون استمرار آلة القتل، ظنا انهم بذلك يعززون فرص القضاء على حماس، وهو ما يجعل اي هدنة بالمدى المنظور مستبعدة”.
*قيادة الجيش:
– اعتبرت مصادر مواكبة لمشاورات الجارية بخصوص قيادة الجيش ان «كلام الراعي موجه بشكل اساسي الى باسيل، باعتباره قائد الحملة الرافضة لتمديد ولايته»، وقالت لـ «الديار» : «معظم القوى وصلت لقناعة بأن التمديد يصبح امرا ملحا طالما لا امكانية للتعيين، خاصة وان البلد في حالة حرب، وحده جبران باسيل يقارب الملف من زاوية شخصية باعتباره على خصومة كبيرة مع العماد جوراف عون. اما الاخطر بالموضوع الوصول الى مطلع كانون الثاني من دون تفاهم على من سيخلف عون، وان يقوم وزير الدفاع وبقرار من باسيل بتعيين العميد بيار صعب من دون غطاء سياسي من باقي القوى، عندها سيدخل البلد في متاهة كبرى لاننا سنكون بذلك نتعرض لآخر المؤسسات الصامدة فيه، الا وهي مؤسسة الجيش اللبناني”.
البناء:
*غزة ولبنان:
– أشارت مصادر مطلعة لـ”البناء” إلى أن هذا العدوان الإسرائيلي على المدنيين هو خرق لقواعد الاشتباك الضمنية المعمول بها منذ 8 تشرين حتى ما قبل جريمة عيناتا، وهذا استدعى رداً سريعاً وحازماً من المقاومة. وهذا قد يوسّع منطقة العمليات وإطار المعركة بين حزب الله وكيان الاحتلال الإسرائيلي بحال رد جيش الاحتلال بضرب أهداف مدنية لبنانية مجدداً. لكن المصادر استبعدت أن يردّ الاحتلال على رد المقاومة التزاماً بالقرار الأميركي بعدم توسيع جبهة القتال الى لبنان والبقاء في جبهة غزة.
– ذكّرت المصادر بالمعادلة التي أعلنها السيد نصرالله في خطابه الأخير، حيث حذر العدو الصهيوني من “التمادي الذي طال بعض المدنيين في لبنان”، مؤكّدًا أنّ ذلك “سيُعيدنا إلى المدني مقابل المدني”. كما حذّرت المصادر العدو من أن المقاومة لا تخشى الحرب وتملك مقوماتها ولديها ما يكفي من بنك الأهداف التي تلحق بالكيان خسائر فادحة وكارثية واستراتيجية، مذكرة بما قاله السيد نصرالله بأنّ “كل الاحتمالات في الجبهة اللبنانية مفتوحة، وكل الخيارات مطروحة، ويمكن الذهاب إليها في أي وقت من الأوقات، إذ يجب أن نكون جميعًا جاهزين لكل الفرضيات المقبلة”.
نداء الوطن:
*قيادة الجيش:
– بعد غياب طويل نسبياً عن لبنان، عاد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ليتصدر المشهد الداخلي، وتحديداً من باب تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزاف عون. وأتى الموقف الحاسم الذي أعلنه الراعي في عظة الأحد، ليضع حداً لمحاولة قادها رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل وجاراه فيها رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية لتعطيل التمديد.
– لإبعاد موقف البطريرك عن الشخصنة، حرص رئيس الكنيسة المارونية على إبلاغ العماد عون في أثناء لقائهما أمس على أبعاد موقفه من مسألة الفراغ. وعلمت «نداء الوطن»، أنّ البطريرك بعدما أعرب لضيفه عن إحترامه لشخصه، أثنى على «الأداء في المؤسسة العسكرية”. وناقش الراعي مع عون الوضع الأمني جنوباً، وملف النازحين والنشاط الذي يقوم به الجيش في هذا الإطار والإستمرار بضبط الأمن في الداخل. وأكد الراعي «دعمه المطلق لقائد الجيش، ورفضه أن يمتد الفراغ إلى منصبه، ورغبته في التمديد له وإستخدام كل الوسائل القانونية من أجل تحقيق هذا الهدف، وعدم مقايضة هذا الملف بملفات أخرى أياً يكن حجمها، إذ لا يجوز أن يمتد الفراغ إلى المؤسسة العسكرية، فيما المنطقة تعيش الحرب. كما أنّ الفراغ في قيادة الجيش بالنسبة إلى بكركي هو خط أحمر. وتم الإتفاق بين الراعي والعماد عون على إستمرار التواصل في المرحلة المقبلة”.
– وفق المعلومات، موقف الراعي هو صدى للقاء البطريرك بباسيل عشية العظة، والذي لم يتردد في المجاهرة بموقفه الرافض التمديد لقائد الجيش، إذ قال: «إن وزراءنا ووزيري فرنجية يرفضون التمديد. وإذا ما تم تجاوزهم، فسيكون ذلك عملاً غير ميثاقي». وبدا موقف باسيل وكأنه يسعى الى إفقاد الطائفة المارونية المركز الثاني الأهم في الدولة، ألا وهو قيادة الجيش، بعدما فقدت منصب رئاسة الجمهورية منذ شغوره العام الماضي. وتفيد المعلومات أنّ الراعي أكد في عظته أن موقع قيادة الجيش يخصّ الموارنة تحديداً، وأنه في غياب رئيس الجمهورية، صارت بكركي هي المرجعية لتقرر في هذا الشأن. ويشير المتابعون الى أنّ الأنظار ستتجه الى رئيس مجلس النواب نبيه بري من أجل إقناع فرنجية كي يشارك وزيراه في جلسة الحكومة للتمديد، بعدما صار واضحاً أنّ التمديد منوط بمجلس الوزراء. ولفت هؤلاء الى أنّ ما سيسهل مهمة بري هو أن موافقة فرنجية مع باسيل في رفض التمديد، كان «متسرعاً ومجانياً لم تقابله تنازلات من باسيل لفرنجية رئاسياً”.
– خلصت المصادر الى القول إنّ ما يعطي التمديد أهمية إضافية، هو أن قطر تربط المساعدات التي تقدمها للجيش حالياً بوجود جوزاف عون على رأس المؤسسة العسكرية. وهذه المساعدات تتمثل بـ 30 مليون دولار محروقات و100 دولار شهرياً لكل فرد في المؤسسة العسكرية.
*غزة ولبنان:
– يصل الى بيروت خلال أيام رئيس المكتب السياسي لـ»حماس» اسماعيل هنيّة لمتابعة ملف الأسرى، وفق معلومات أذيعت مساء أمس، وتأتي زيارته بعد طهران حيث استقبله المرشد الإيراني علي خامنئي.
– أوضح مصدر واسع الاطلاع لـ»نداء الوطن» أنّ «وجود اللواء عباس ابراهيم في العاصمة القطرية مشاركاً في المفاوضات الدائرة حول ملف تبادل الأسرى والمعتقلين بين «حماس» وإسرائيل، هو دخول مباشر لـ»حزب الله» على هذا الملف، لضمان «استغلال قيادة «حماس» في الخارج هذا الملف الأساسي في تحقيق أقصى المكاسب الممكنة».
– قال المصدر إنّ اللواء ابراهيم الذي اعتاد نقل الرسائل بين «الحزب» والأميركيين، خصوصاً في ملفي الحدود البحرية والبرية، «يسعفه في مهمته الحالية أنّ صديقه أموس هوكشتاين منخرط في ملف المفاوضات حول عملية التبادل المفترضة، وهذا ما يجعله أكثر حضوراً في هذا الملف”.
اللواء:
*غزة ولبنان:
– رأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن المواقف التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم الجمعة لا تزال محور تقييم في الداخل في الوقت الذي ينتظر البعض اطلالته الثانية وما إذا ستكون مستنسخة عن الأولى أم ان هناك مفاجآت معينة يعلنها مع العلم أن حزب الله يرصد ردات الفعل على كلمة السيد نصرالله.
– قالت هذه المصادر أنه في الوقت نفسه يواصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتصالاته الهادفة الى إبقاء الاستقرار قائما في البلاد وأشارت إلى أن خشية اللبنانيين من اندلاع الحرب لم تتضاءل لاسيما أن التطورات قد لا تحافظ على وتيرة معينة.
*قيادة الجيش:
– افادت المصادر أن ملف تعيين رئيس هيئة الأركان يشهد تزخيما له في المرحلة المقبلة في ضوء ارتفاع المطالبة بمعالجة الشغور في قيادة الجيش والمواقف من التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون.
الجمهورية:
*غزة ولبنان:
– قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«الجمهورية” ان التطورات الميدانية والتحركات الدبلوماسية لا تدل على أنها ستبلور وقف نار في غزة والجنوب قبل قمة الرياض وإسرائيل تستفيد وتكسب الوقت.
– قالت مراجع حكومية ودبلوماسية لـ«الجمهورية” ان جولة الرئيس ميقاتي على الدوحة وعمان والقاهرة شكلت مادة لتكميل الموقف اللبناني الى القمة مرتكزا على مبادرته للسلا م في غزة.
– باريس: من المهم منع توسيع الحرب خصوصا في لبنان وعلى أي طرف أن لا يفكر في دخول الحرب.
الشرق:
*غزة ولبنان:
– شهدت المناطق الجنوبية الحدودية توترا وتطورات ميدانية منذ ساعات الصباح الاولى امس،تخللها قصف عنيف للعدو لسيارة مدنية وسيارة اسعاف ما ادى الى استشهاد ثلاثة اطفال،واصابة اربعة مسعفين بجروج في تطور لافت لمجريات الاشتباكات على هذه الجبهة.