دريان: لا علة لأزماتنا غير الفساد والإفساد السياسي
وجه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان رسالة الى اللبنانيين، لمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج. جاء فيها: “لماذا تخلو المناصب من شاغليها ، وترتكب مئات الحيل القانونية وغير القانونية لإبقائها خالية أو شغلها المؤقت ؟ لا أعرف بلدا في العالم يتعذر فيه انتخاب رئيس للجمهورية ، وكيف تقوم دولة بدون رئيس وحكومة عاملة ؟ والسبب أن هذا الفريق أو ذاك ، لا يقبل غير مرشحه ، مع أن العنوان هو الانتخاب أو الاقتراع ، وليفز من يفوز”.
وأضاف، “كل هذه الأمور بديهيات إلا في لبنان المصاب بسياسييه ونخبه المتنطحة للتسلط بأي ثمن ، فلا بد من إيجاد حل لانتخاب رئيس لوطننا، فانتخاب رئيس لجمهوريتنا هو مفتاح الحل لكل قضايانا ، وعجبا لساستنا عندما يتفقون حول قضية معينة ، يجدون الحلول ، وحينما يختلفون ، لا حلول ، وفي مقدمتها انتخاب رئيس للجمهورية ، وتشكيل حكومة فاعلة رئيسا وأعضاء، وينتظرون المساعدة من الخارج ، ومشكورة اللجنة الخماسية الباحثة لنا عن رئيس أو مواصفات للرئيس ، في غياب الإرادة السياسية والوطنية لانتخاب رئيس جامع وحكومة فاعلة”.
وتابع دريان، “لقد مضت عليها سنوات وسنوات ، ونحن على هذه الوتيرة في الشقاء والعذاب والتخريب لمقومات البلاد واستقرارها وعيش مواطنيها ، وكلما انقضت موجة هبت علينا موجة أشد ، كأنما هي لعنة لا تنقضي آفاتها ونكباتها . يقول لنا الذين يدعون الحكمة والنظر البعيد: لن تنتهي أزمتكم إلا بانتهاء أزمة الشرق الأوسط! وأكاد أقول: إن المرض تغلغل في أحشاء وطننا حتى قبل كل الأزمات ! ما شأن أزمة الشرق الأوسط بانفجار المرفأ ؟ ، وما شأن أزمة الشرق الأوسط بانهيار الليرة اللبنانية ؟، وأخيرا ما شأن الأزمة المذكورة بعدم انتخاب رئيس للجمهورية؟”.
وأشار الى، “علينا أن نفصل بين أزمتنا الداخلية في لبنان، عن أزمات الشرق الأوسط، وهذه مسؤولية وطنية، لا ينبغي أن يكون هناك رابط، فلبنان دولة عربية مستقلة لا وصاية عليه، بل تعاون مع الأشقاء والأصدقاء ، وهو بلد سيد حر مستقل”.
وأردف دريان: إن “رأينا في ذلك كله ، هو مثل رأي معظم اللبنانيين: لا علة لأزماتنا غير الفساد والإفساد السياسي ، والغرور والتبعية للخارج، والأهواء المتحكمة، يستطيع الفرد أن يتصرف فيما يملك. أما التصرف فيما لا يملك من مقدرات الوطن واستقراره ومصائره، فهو عدوان وحمق، وليس شجاعة أو حكمة”.