تحذيرات وتقارير: هل ينفجر الوضع الأمني في طرابلس بعد العيد؟
كتب داني حداد في موقع mtv:
يكاد لا يمرّ يومٌ من دون إشكالٍ في طرابلس. عاصمة الشمال، عاصمة الحرمان، وتكاد تصبح عاصمة الفلتان في الأمن، من دون أن تلقى الاهتمام الكافي من دولةٍ أصبح من يسمّون “قادة المحاور” أقوى منها.
حذّر النائب فيصل كرامي، منذ ثلاثة أشهر، ممّا وصلنا اليه. يصف طرابلس بـ “المتروكة لمصيرها، من دون مناعةٍ لمواجهة الأزمات الاقتصاديّة التي تلقي بثقلها على معظم أبناء المدينة ثلاثة أضعاف عمّا يحصل في المناطق الأخرى”.
لطرابلس قصّة قديمة مع الحرمان. رئيس الحكومة من المدينة التي تُمثَّل في الحكومات كلّها، من دون أن يترك ذلك أثراً إيجابيّاً. لا الإنماء مرّ من هنا، ولا الدولة ضربت بيدٍ من حديد، لا بل أن بعض أدواتها يشغّل “شبّيحة الأحياء” لحسابه.
وفي طرابلس، المختلفة عن المدن الأخرى في أمورٍ كثيرة، لا عدادات لمولدات الكهرباء. وزارة الاقتصاد لا تقوم بدورها. وأمن الدولة أيضاً. ولا نعرف السبب. ربما إن عُرِف بطُل العجب!
لذا، كانت المولدات الفتيل الذي أشعل إشكالات كثيرة في بعض الأحيان، ومن كلمة إلى شتيمة، وصل الأمر الى تضارب وإطلاق نار وأحياناً قذائف. وإن أوقفت الأجهزة مطلوباً، عاد، كالديك، بعد أسابيع أو أشهرٍ قليلة ليصيح على مزبلته من جديد…
يقول النائب فيصل كرامي لموقع mtv: “راجعت أكثر من جهة، ولكنّ الجميع يتملّص من المسؤوليّة ويرميها على الآخر، بينما يعاني المواطنون من فرض الخوات ومن تصرّفات الشبّيحة، “على عينك يا بلديّة ويا أجهزة”.
ويشير كرامي الى أنّ “الجيش، قائداً ومديراً للمخابرات، بالإضافة إلى الضبّاط في المنطقة، يقومون بواجباتهم، ولكن ليس باستطاعتهم أن يتحمّلوا وحدهم هذا العبء”، لافتاً الى أنّ “طرابلس تحتاج الى ٩٠٠ عنصر من قوى الأمن لا يتوفّر منهم سوى ربعهم تقريباً”.
ويضيف: “الإيجابيّة الوحيدة في المسألة أنّ خلفيّة الإشكالات فرديّة أو عائليّة، وليست سياسيّة، ولكن أحذّر من أن تتحوّل كذلك في أي لحظة”، كاشفاً عن معلومات عن احتمال تدهور الوضع الأمني في طرابلس بعد عيد الفطر.
وتلتقي معلومات كرامي مع تقارير أمنيّة عن توتّر في بعض الأحياء بين مجموعات يُقال انها مؤيّدة لحزب الله وأخرى للسلفيّين، ما يعزّر الحذر من مواجهات قد تتّخذ طابعاً سياسيّاً وتؤدّي الى تفلّت أمني خطير، ما ينقل المواجهة بين عائلات إلى معارك محورَين إقليميّين.
حوالى ٣٠ شخصاً كانوا يحظون سابقاً بلقب “قادة محاور” تحوّلوا اليوم الى شبّيحة تعتدي على المارة وتفرض خوات على محال تجاريّة. هؤلاء معروفون بالإسم. وجميعهم دخلوا السجون ثمّ خرجوا منها أكثر قوّةً. في المقابل، هناك عشرات الآلاف الذين يعانون منهم، ومن سوء الحال في مدينة تكاد تكون من الأكثر فقراً في هذا الشرق. مدينة صودف أنّها مسقط رأس “دولة الرئيس”.