راديو الرقيب
خاص الرقيبخاص سلايدرمقالات

تجار الأزمات: طفيليات تتغذى على دماء الأبرياء

بقلم لبنى عويضة… خاص جريدة الرقيب الإلكترونية:

تحت وابل الصواريخ والمسيرات، نزح آلاف اللبنانيين من الجنوب إلى المناطق الأكثر أمنًا وأمانًا، خاصة أن نسبة لا تقل عن 60% منهم من الأطفال والنساء.

لكن كيف تم استقبال أبناء الوطن الواحد؟

لم تتوانَ شهية تجار الأزمات عن استغلال النازحين، فجيوبهم لم تصبها التخمة من تجارتهم بالأزمات السابقة. حتى اليوم، لم ينسَ أحد طوابير البنزين والخبز، وفقدان الأدوية من الأسواق، ولم ننسَ أيضًا ظهور السوق السوداء التي لا نزال نعاني من عواقبها وآثارها حتى الآن.

من البداية، أهلاً بكم في دولة لبنان العظيم، حيث لا يمكن لأي أزمة أن تمر مرور الكرام دون أن تتحول إلى فرصة ذهبية لجمع الثروات من قبل عباقرة العصر الأكثر دهاءً في التاريخ، وهم “تجار الأزمات”.

أولئك الطفيليون الذين أبدعوا في ابتكار أساليب وأدوات لتفريغ جيوب الأبرياء، وابتكار أحدث الطرق لامتصاص دماء المواطنين وكل الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في دولة “كل مين إيدو إلو”.

فمن قال إن الأزمات تضر بالجميع في لبنان؟

تحولت أزمة النزوح الداخلي اليوم إلى موسم لا بد من قطف ثماره من قبل تجار الأزمات، فرفعوا إيجارات المنازل بشكل غير مسبوق، خاصة مع طلب سلفة سنة مقدمًا، مما دفع أحدهم للقول: “إن السفر إلى تركيا مع إقامة لعدة أشهر يبقى أوفر وأرخص من إيجار منزل لشهر واحد”.

إذن، تتفنن الطفيليات في ابتكارات السوق السوداء، فلا يرحمون حتى أبناء جلدتهم. بل تخطى جشعهم أخلاقهم، واتجهوا لفرض رسوم على الخدمات الأساسية أو رفض التفاوض على الأسعار، مما يجبر النازحين على البقاء في العراء بدون مأوى أو رحمة.

لكن لا يمكن أن ننسى نخوة البعض بتقديم منازلهم لإيواء المشردين من النازحين بدون أي مقابل مادي.

والخوف اليوم من أزمة المياه التي بدأت تلوح في الأفق مع غرق لبنان في العتمة الشاملة في الأيام القليلة الماضية، فهذه فرصة ذهبية لتجار الأزمات، ولن يتوانى أي منهم عن استغلالها.

لنقف الآن ونرفع القبعة لأولئك المبدعين، تجار أزمات الفقراء ومخترعي أساليب الاستغلال، الذين لا يرون في الساحة اللبنانية إلا سوقًا مفتوحة للفرص الذهبية وطريقًا للإثراء سواء كان مشروعًا أم لا. فما هو مهم بالنسبة لهم هو التهام ما في جيوب المواطن تحت حجة الظروف، بعد ارتداء ثوب اللاإنسانية واستغلال مآسي الآخرين وحاجاتهم. ولنقف دقيقة صمت على كرامة المواطن اللبناني.

ولكن السؤال الأكثر إلحاحًا: إلى متى سيستمر هؤلاء الجشعون في تجريف دماء الناس وكأنهم في ملعب بلا حسيب أو رقيب؟ ومتى سينتهي هذا الاستعراض الوقح ليجدوا أنفسهم تحت وطأة قبضة قاسية تضع حدًا نهائيًا لاستغلالهم المخزي؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock