راديو الرقيب
خاص الرقيبخاص سلايدرمقالات

ماذا لو؟!

بقلم لبنى عويضة… خاص جريدة الرقيب الإلكترونية:

ماذا لو استيقظنا على خبر: لبنان دولة عظمى؟!
دولة لا تعتمد على المساعدات الخارجية، ولا تتوسلها!
دولة لا تحتاج لضوء أخضر خارجي لاتخاذ قراراتها الداخلية!
بلد لا يعتمد انتخاب رئيسه على المحاصصات والمهاترات والكيدية السياسية!

ماذا لو طُبِّق حكم الإعدام في لبنان على كل عميل وخائن وقاتل؟
ماذا لو كان لبنان دولة ذات قوة تقنية وتكنولوجية؟!
يُصدّر الابتكارات بدلًا من تصدير أبنائه واستنزافه بهجرة الأدمغة!
ماذا لو كانت لدينا حكومة فعّالة وعاملة؟!
تلك الحكومة الأسطورية التي نسمع عنها في نشرات الأخبار ولكن لا وجود لها على أرض الواقع وتغط في سبات عميق!
ماذا لو كانت لدينا حكومة تضع نصب أعينها مصلحة المواطن اللبناني بدلاً من مصالح الأفراد والجماعات، ولو كانوا أجانب؟!
ماذا لو اختفى فيروس الفساد ووجدنا ترياقًا لانتشاله من صلب المؤسسات؟!
ماذا لو اختفى طيف جميع الفاسدين؟
حينئذ لن يبقى وجود لمن يبيع الوطن بثمنٍ بخس أو يبيع مصلحة أبناء الوطن خدمةً للمصالح الشخصية!
ماذا لو تم تأمين الكهرباء 24 ساعة كما يحدث في معظم دول العالم؟!
ماذا لو أطلقنا رصاصة الرحمة على المولدات الكهربائية الخاصة التي أصبحت روتينًا يوميًا في حياتنا؟
بعد أن تناسينا عبئها المالي الباهظ والمنهك واعتقدنا أنها حل لحقوقنا المسلوبة!
ماذا لو لم تكن الصحة رفاهية في لبنان؟!
وماذا لو كان لدينا نظام صحي يهتم بحياة وصحة المواطن وشيخوخته؟!
ماذا لو لم يكن التعليم مرتبطًا بأبناء مستوى اجتماعي معين؟!
ماذا لو لم يعد الحصول على مستوى تعليمي جيّد حلمًا بعيد المنال؟!
ماذا لو كانت لدينا فرص عمل لجميع الشباب اللبناني وخسر المجتمع آفة البطالة؟
ماذا لو كان لدينا اقتصاد منتج وغير اعتمادي؟!
ماذا لو كان لدينا أمن وأمان بدون وجود الشبيحة والزعران؟
ماذا لو لم نكن مجبرين على توديع أحبائنا إما عبر الموت على الطرقات أو الهجرة؟
ماذا لو أتيحت الفرصة لجميع المواطنين أن يكونوا سواسية؟!
ماذا لو أُلغِي النظام الطائفي واعتمدنا الخبرة والكفاءة؟!

في الواقع، أحلام الحكومات تبقى حبرًا على ورق، بينما يعاني الشعب في شوارع مغمورة بالقمامة، ويُذل أمام محطات البنزين، وتغرق منازله في الظلام الدامس كل ليلة وتُقطع عنه نسمة الهواء في الصيف.

نحن اللبنانيين ندرك أن “لو” لا تطعم خبزًا، فالفساد هنا ليس مجرد مشكلة، بل هو جزء من هوية النظام، يسيطر على كل زاوية من حياتنا. كما أن ملف الكهرباء، ليس سوى لعبة بأيدي السياسيين، بينما يستفيدون من تجارة المولدات، والماء، الذي يفترض أن يكون حقًا أساسيًا، بات رفاهية في بلد الأنهار.

الطفل اللبناني، بدلًا من أن يحلم بمستقبل مشرق، يكبر في مدارس مهترئة، ويتعلم من مناهج قديمة، ليجد نفسه في النهاية مهاجرًا أو عاطلًا عن العمل. والشباب، رغم كفاءته، يُجبر على الهجرة بحثًا عن فرص أفضل.

وفي ظل هذه الفوضى، الاقتصاد اللبناني ليس سوى لعبة بيد الطبقة الحاكمة، التي تستغل الأزمات لتحقيق مكاسب شخصية، بينما الشعب يغرق في الفقر والبطالة.

ماذا وماذا وماذا؟!

أضغاث أحلام لا تسمن ولا تغني من جوع، ولعل مصطلح “ماذا لو” يخدم البكاء على أطلال حلم بأن يصبح لدينا شيء اسمه “وطن”. وطالما أن لبنان يحكمه الطفيليون، سنظل نحلم بسيناريو مثالي دون أن نلمسه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock