راديو الرقيب
السياسيةخاص الرقيبخاص سلايدر

الى السيد سامر زريق …

خاص جريدة الرقيب:

قرأنا مقالك في جريدة “نداء الوطن” – معروفة التوجّه والسياسة والتبعية – ولم نستغرب صراحة ضخّ هذا الكمّ من السمّ في الكلمات في محاولة لتشويه بعض الحقائق عبر اتهامك للنواب السنّة بعضهم بالتبعية وبعضهم الآخر بالرمادية في سردية لا تخلو من كذب وافتراء واتهامات باطلة، والاهمّ من ذلك هو قولك بما لا تعلم، ولو سألت قبل ان تفتري لكنت عرفت لكنها للاسف ليست غايتك.

نقتبس أولاً بعضاً مما جاء في مقال السيد زريق: …”في الأدبيات السياسية وأعرافها الراسخة، من الخطورة بمكان أن يسبق الشارع قياداته. والحال أنه ثمة فجوة كبيرة بين الشارع السني ومَن يُفتَرَض بهم التعبير عنه وترجمته سياسياً، خصوصاً عندما نعلم أن أكثر من نصف النواب يميلون للاقتراع لسليمان فرنجية في جلسة 9 كانون الثاني. الأمر الذي يظهر بأن غالبية القيادات والنخب السنية لا تزال واقعة تحت تأثير الوصايتين، “الأسدية” و”الخمينية”، وخصوصاً عند “الرماديين” الأوسع حضوراً”.

يضيف زريق: …”كما أن هذا التأثير هو الحاكم في مقاربتهم السياسية، وفي نظرتهم الفردية لطبيعة العلاقة مع دول الخليج، بشكل يدفعهم لـ “بيع” خيارهم الانتخابي الرئاسي إذا ما وجدوا أنه ثمة رغبة في تأييد هذه الشخصية أو تلك. وهذا ما أدركته السعودية ودول الخليج منذ سنوات، فصار نهجها قائماً على التعامل حسب القضية، مع الانفتاح على الجميع.
في لحظة صناعة التاريخ، يكون الخاسر الأكبر من ينتظر على “ضفة النهر”، طامحاً بأن يكون شريكاً على طاولة القرار بلا جهد. ومنذ أيام قليلة، تنبه النائب فيصل كرامي إلى أن السنّة باتوا على هامش عملية إعادة تكوين السلطة، وبدأ محاولة صياغة موقف جامع يثبت حضور “الطائفة – الأمة” في لحظة مصيرية، من خلال التواصل مع باقي الشخصيات والكتل. لكنه أتى متأخراً جداً. فمنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، كَثُرَ حِراك الموفدين العرب والدوليين تجاه بيروت، وتصاعد، كمّاً ونوعاً، غداة “الطوفان”. بيد أن أحداً منهم لم يقف على رأي السنّة، لاعتباره معدوم التأثير، فيما لا تخرج زياراتهم إلى “السراي الحكومي” عن إطار احترام البروتوكول.
أحدث المؤشرات كانت زيارة الموفد الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت، وذهابه إلى “معراب” و”كليمنصو”، انطلاقاً من دورهما الحيوي وتأثيرهما، في الوقت الذي كان يخيّط وثيقة إذعان “حزب الله” بالشراكة مع رئيس البرلمان، ولم يكن السنّة أبداً على جدول اهتماماته”…

وهنا، وفي تصويب بسيط لما سردت من افتراءات طالت الطائفة السنّية بما ليس فيها، لا بدّ من معرفة ان للطائفة السنيّة رمزين كبيرين، رمز روحي يتمثّل بمفتي الجمهورية ورمز سياسي يتمثّل برئاسة الحكومة، وهما يعكسان شخصيتهما وقرارهما على الاحداث وخصوصاً على حضور الطائفة السنّية في اتخاذ القرار والمشاركة في السلطة من خلال المواقف والتعبير عنها بشكل واضح وصريح، لذلك ان اختيار رئيس الحكومة يأتي في هذا الاطار وخصوصاً في تحديد الدور الذي تريد او يُراد لهذه الطائفة ان تلعبه.

بمعنى اوضح، ان رئيس الحكومة السنّي هو من يقرّر مشاركته او عدم مشاركته في تكوين السلطة وفي اتخاذ القرار وبالتالي مشاركة او عدم مشاركة الطائفة السنّية بشكل عام في ذلك، لذل عليك ان تسأل او ان توجّه كلامك لرئيس الحكومة حصراً وفقط لا غير، وهذا اولاً.

ثانياً، ان تعميمك الباطل بأن اكثر من نصف النواب السنّة سيصوتّون لسليمان فرنجية لانهم لا يزالون تحت تأثير الاسدية – الخمينية هو مردود عليك، ويبدو انه قد غاب عنك وجود من لا يزال يعنيه الوفاء والالتزام بالكلمة وبالوعد الحرّ، يبدو انه كلامك انك ممن يوافقون هواة الرقص على الحبال والذين يميلون مع التطورات كما عهدهم منذ زمن بعيد، لذلك لن اجادلك في هذا الاطار.
ان بعض النواب وتياراتهم السياسية متأصلة في الحياة السياسية اللبنانية منذ اعلان دولة لبنان الكبير، وقرارهم حرّ ولا يرتهن لا لهذه الدولة ولا لتلك والتاريخ اكبر برهان على ذلك، والا لرأيتهم كما غيرهم من المرتهنين لم يغادرو السلطة يوماً… ولكن نحن نتفهّم الظروف التي واكبت كتابة هذا المقال.

ثالثاً، ان امتلاك البعض لمنبر اعلامي لا يعطيه الحق بالافتراء وسوق الاتهامات وتصنيف الاشخاص والطوائف كما يحلو له في محاولة لتصغير دور الطائفة السنّية وجعلها الخاسر الاكبر وتنتظر على ضفة النهر دون جهد لتشارك في صناعة القرار، فالطائفة اكبر من كل الترهات والسخافات، ونحن لن نتوقف عند هذه المحاولات التي تهدف الى تشويه الحقائق، بل نقول ان تأتي متأخراً حين لاحت الفرصة بالتغيير وخصوصا اننا خارج السلطة وخارج دائرة القرار منذ ما يزيد عن ٣٠ عاماً بقرار من السلطة اللبنانية ومن السلطة السورية في زمن الوصاية، وفي هذه النقطة تحديداً هناك الكثير من الكلام لا بدّ ان يقال في وقته.
ان تأتي متأخراً بعد إثباتنا لحضورنا ولشرعيتنا النيابية والشرعية والشعبية والنقابية عبر فوزنا بكل الانتخابات النيابية والنقابية والشرعية دون منّة من اي احد الا للناس الذين عبّروا عن انفسهم.
ان تأتي متأخراً حين لاحت الفرصة لتكوين السلطة من جديد كما حصل في العام ١٩٩٠ بعد اتفاق الطائف وحين اصبح لزاماً على الجميع عدم اختصار الطائفة السنية بشخص او بتيار.
ان تأتي متأخراً لتصحيح وتصويب الامور ووضع الطائفة السنية في مكانها ومكانتها الوطنية وتصليح وادراك ما يمكن ادراكه في وقت هو الاصلح للعمل والتغيير.
ان تأتي متأخراً في كل ما تقدَم خيرٌ من ان لا تأتي وذلك لما فيه مصلحة الطائفة، كل الطائفة.

سيد سامر، نحن نقدّر غيرتك على الطائفة السنّية من خلال كلماتك لكننا نستغرب انك تتماهى مع من اغتال زعيمها رئيس الحكومة السني، ومع من تآمر عليها وأقصى زعيمها في مرحلة لاحقة وتجاوزوه لوراثته، والان يحاول بالبروباغندا المزيفة وبالمال ان يسرق قرارها وان يزيّف الحقائق وان يقرر عنها وهو لا يقلّ اجراماً وتقتيلاً عمّن يعايره بالاجرام.. فهذا لا كان ولن يكون.

كلمة اخيرة وبودّ، الافتراء في محاولة لقلب الحقائق في هذه الايام وفي هذه المرحلة كمن يلعب بالنار وكمن يؤجّج لنار فتنة يعلمون بدايتها لكنهم حتماً لن يقرروا نهايتها.
فقد ولّى زمن الفاجر،
وبدأ عهد الكرامة والنزاهة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock