راديو الرقيب
اقتصادخاص سلايدرمقالات مختارة

“قفزةٌ” في الذهب… والمسار المُستقبلي صعودي


لم يستمرّ الذهب في حالة الاستقرار حيث قفز أمس “قفزة ملحوظة”، إذْ لامس أعلى مستوى له في 3 أسابيع، في تطوّرٍ لم يكن مُستغرباً لا سيّما بعد خفض الفائدة الأميركية، ممّا يُعيد إلى المعدن الأصفر قيمته التخزينيّة سواء لدى البنوك المركزيّة أو لدى المواطنين.

لامست أسعار الذهب أمس الجمعة، أعلى مستوى لها في 3 أسابيع بفضل ضعف الدولار وعمليات شراء المعدن الأصفر في وقتٍ ينصبّ فيه التركيز على بيانات اقتصاديّة أميركيّة وتغييرات في أسعار الفائدة نتيجة السياسات التي اقترحها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، وفق “رويترز”.

خبير المخاطر المصرفيّة والباحث في الاقتصاد محمد فحيلي يُشدّد على أنّه “عند مراقبة سوق الذهب علينا التفرقة بين التقلّبات في سعر الذهب وهي سلعة خاضعة للتبادل والتداول بكثرة في الأسواق العالمية، وبين الاضطرابات في سوق الذهب وهو بشكل عام سوق مستقرّ لا يتصف بأيّ مخاطر عالية ونادراً ما يشهد اضطرابات”.

ويُتابع “التقلبّات الكثيرة التي يشهدها السوق تتراوح ما بين 50 و100 دولار، لكنه لا يتّصف بأنه ذات مخاطر عالية على غرار ما يحصل في سوق العملات الرقميّة مثلاً وما يُشابهها”.

مسارٌ صعودي في الأسعار

ويؤكّد فحيلي لـ “نداء الوطن”، أنّه “على المدى الطويل، مسار سعر الذهب سيكون صعوداً، لأسباب أساسيّة متعدّدة. أوّلها، المخاطر الجيوسياسيّة التي دفعت بالخزانة الأميركيّة إلى فرض عقوبات على كيانات ومصارف مركزيّة وأشخاص لديها نفوذ في دول معينة مثل العراق، سوريا، روسيا، الصين وغيرها من الدول الشرقية. هذه المستجدّات تسبّبت بخوفٍ كبير لدى المصارف المركزيّة في هذه الدول حول اعتماد الدولار العملة الأجنبيّة الأساسيّة للاحتياطي. بالتالي، مع الابتعاد عن الدولار اتجّهت هذه الدول نحو الذهب، لأنه يشهد استقراراً نسبياً مع تقلبات بسعره يين الحين والآخر.

مديونيّة الولايات المتحدة

العامل الثاني المؤثرّ على ارتفاع أسعار الذهب مرتبط بالارتفاع غير المسبوق في المديونيّة السياديّة للولايات المتحدة الأميركيّة في الآونة الأخيرة. ووصلت إلى درجة التخوّف من إغلاق الحكومة الأميركية في العديد من المحطات، لأنها لم تحصل على موافقة تسمح لها بالمزيد من الاستدانة بهدف تمويل مصاريفها التشغيلية. هذا الوضع يخلق مخاوف على قيمة الدولار، لأن احتمال أنْ يبدأ المصرف المركزي بطباعة العملة لمعالجة موضوع المديونية وارد جدّاً. بالتالي، هذا الأمر يحدث ضغوطات تضخميّة ويؤدّي إلى تراجع قيمة الدولار السوقيّة.

مُحاولات “بريكس” الفاشلة

إلى هذه المخاوف، تُضاف المحاولات الفاشلة حتى اللحظة من قبل مجموعة “بريكس” لمحاربة الدولار كالعملة الوحيدة التي تعتمد في التجارة الدولية لجهة تسديد فواتير الفيول أو أي بضائع أخرى. كذلك، جرت محاولات من الصين ومن السوق الأوروبيّة للدفع في هذا الإتجّاه. حتى أن هناك توّقعات بأنه إن نفذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وعده بفرض عقوبات على التجارة مع الصين وكندا وبعض الدولة الأوروبية مع اعتماده مبدأ المعاملة بالمثل، فإنّ ذلك يزيد من التردّد في التوجه نحو الدولار، ليكون الملاذ البديل الأكثر أماناً وضمانةً هو الذهب”.

ويختم فحيلي “ما دام هذان العاملان موجودان سيستمرّ مسار الذهب بالإتجّاه صعوداً على المدى الطويل مع وجود تقلبات في سعره بين الحين والآخر تكون نتيجة التغيّر في سعر الفائدة من قبل الفدرالي الأميركي أو معلومات مرتبطة بالميزان التجاري أو غيرها”.

وإستقرّ الذهب في المعاملات الفورية عند 2658.11 دولاراً للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 11.15 بتوقيت غرينتش ليصل إلى أعلى مستوى له منذ 13 كانون الأوّل. وارتفع الذهب بنحو 1.5 بالمئة منذ بداية الأسبوع، وفق “رويترز”.

كما استقرّت العقود الأميركيّة الآجلة للذهب عند 2672.20 دولاراً للأوقيّة.


وانخفض مؤشّر الدولار 0.3 بالمئة عن أعلى مستوى له في أكثر من عاميْن الذي سجله في الجلسة الماضية مما يجعل أسعار الذهب المقوم بالعملة الأميركيّة معقولة إلى حدّ ما بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.

وقال هان تان كبير مُحلّلي السوق في “إكسينيتي غروب”: “ارتفعت أسعار الذهب في بداية العام بدعم من الطلب على الملاذ الآمن، بينما تُكافح الأسهم التي تنطوي على خطورة أكبر للحفاظ على مكاسبها الوليدة”.

المصدر: رماح هاشم – نداء الوطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock