“الثنائي” ملتزمان بدعم فرنجية تحت اي ظرف!
“الجمهورية”
تبقى المراوحة السلبية هي العنوان الطاغي سياسيا ورئاسيا، والتواصل مقطوع بشكل نهائي بين المعنيين بالملف الرئاسي، ولغة التصعيد المتبادلة أعدمَت حظوظ اجراء حوار حول رئاسة الجمهورية لا الآن ولا في المدى المنظور. ما يعني انّ الملف الرئاسي محكوم بإقامة طويلة الامد في دائرة التعطيل.
هذه المراوحة تعبّر عن نفسها في الخواء السياسي الذي تدور فيه مواقف الاطراف المعنية بالملف الرئاسي في المربع ذاته، فعلى الرغم من انعدام الفرص امام مرشح التقاطعات جهاد ازعور، ما زالت بعض اطراف هذه التقاطعات تعتبره المخرج الأفضل لرئاسة الجمهورية، ويَتشارك في ذلك حزب «القوات اللبنانية» وبعض حلفائه مِمّن يسمّون أنفسهم سياديين ومستقلين وتغييريين، الذي سبق لهم أن انخَرطوا في التصويت السابق للنائب ميشال معوض، وبعض هؤلاء يواصلون زيارات خارجية توسّلاً لضغط خارجي دَعماً لمرشحهم. فيما انصرفَ التيار الوطني الحر الى البحث عن مرشح جديد، يحمل ما يعتبره البرنامج الذي يلاقي او يتقاطع مع برنامجه الرئاسي، من دون ان يعثر عليه حتى الآن. والامر نفسه ينطبق على الحزب التقدمي الاشتراكي الذي تؤكد مصادره لـ»الجمهورية» انّ «الخَيار الاسلم هو الجلوس على طاولة الحوار تَوصّلاً الى التوافق على مرشح لا يشكل استفزازا او تحديا لأي طرف، ومن دون ذلك سيبقى الملف الرئاسي في دائرة التجاذب والاخذ والرد التي لن نصل فيها الى اي نتيجة سوى إبقاء البلد عُرضة للمفاجآت وفي مهب الاوهام».
وفي المقابل لا يبدو ثنائي حركة «امل» و»حزب الله» انهما في وارد الاستجابة لأي طلب او دعوة ايّاً كان مصدرها للتخلّي عن دعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وبحسب معلومات موثوقة لـ»الجمهورية» فإنّ الجانبين أبلغا اجوبة مباشرة وصريحة بذلك إلى بعض الموفدين، الذين سَعوا الى جسّ نبضهم حيال ما اذا كانوا قد يوافقون على خيار آخر، اذا ما سُدّت الآفاق امام المرشح الذي يدعمونه. حيث اكدا ان التزامهما بدعم فرنجية نهائي ولا رجعة عنه تحت اي ظرف.
واكدت مصادر الثنائي لـ»الجمهورية» انّ ثمة طرحا قديما قدّمه الفرنسيون ويقوم على مُعادَلة فرنجية رئيساً والسفير نواف سلام رئيسا للحكومة، ووافقنا عليه، هناك من يقول ان هذه المعادلة سقطت، ولكن حتى ولو صدق هذا السقوط، فذلك لا يغيّر في موقفنا، الثابت على ان انتخاب رئيس الجمهورية لا بد أن يتم وفق معادلة يكون فيها فرنجية رئيسا للجمهورية. وهذا ما قلناه للموفد الرئاسي الذي كان مُتفهّماً لهذا الموقف.
وفي موازاة تأكيد «الثنائي» على الحوار، دعا رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الى الحوار والتفاهم من اجل انجاز الاستحقاق الرئاسي بأسرع وقت، معتبراً ان ذلك هو المعبر المُتاح وطنيا ودستوريا في ظل عدم تَمكّن اي فريق من ان يؤمّن وصول مرشحه بمعزل عن تعاون الفريق الآخر.
وفي كلمةٍ له في جبشيت، أوضحَ رعد انه «عندما ندعو الطرف الآخر الى الحوار انما ندعوه بموجب دستوري فضلاً عن الموجب الوطني والاخلاقي، في حين نواجه دائماً بالطعن في النوايا لتحميل دعوتنا ما لا تحمله، وذلك تضليلاً للرأي العام وافتراء علينا».
وخلص الى القول: «من لا يريد الحوار، ماذا يريد؟ انه لا يريد رئيسا، بل فراغ يطول، واستقواء بأجنبي يتوهّم ان يدعم تَعَنّته».