العين على التحرّك القطري في لبنان… لا صوت يعلو فوق اجتماع «الخماسيّة»
كتب محمد علوش في جريدة “الديار”
عندما يتحدث رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عن أنه لا يضمن رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، فهو يقصد بكل تأكيد عودة الحوار بين التيار وحزب الله رئاسياً، وهي خطوة لا يمكن معرفة نتائجها مسبقاً، خاصة عندما يُصرّ إعلام التيار على القول ان الحوار عاد بناء على طلب الحزب، الذي أعاد النظر بشرط حصر التحاور باسم رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية كمرشح وحيد لرئاسة الجمهورية، وهو ما يعتبره مقربون من حزب الله غير دقيق.
لأجل عودة اللقاءات بين حزب الله و»التيار الوطني الحر» تخلى باسيل عن شرط سحب دعم الحزب لفرنجية، ووافق حزب الله من جهته على أن يكون الحوار مشروطاً بالبحث في اسم فرنجية فقط، وهذا يدل على أن النتائج قد لا تكون إيجابية رئاسياً، فالأهداف بالنسبة للطرفين متباعدة. ففي حين يُدخل الحزب الحوار لمحاولة إقناع رئيس التيار بدعم ترشيح فرنجية، خاصة بعد الرسائل التي أطلقها أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير بهذا الخصوص، واعتبار أن فرنجية ضمانة للمقاومة، يدخل التيار الحوار لمحاولة إقناع الحزب بتغيير موقفه من فرنجية، وجرّه نحو البحث في مرشح ثالث، حيث تقول مصادر «التيار» عبر «الديار» ان الموقف من ترشيح فرنجية بات معروفاً، والحل يكمن في التوافق لا بتقديم ضمانات للتيار، فما يريده التيار يأتي لمصلحة لبنان وبناء الدولة، ولو أراد التيار الحصول على ضمانات بالسلطة مقابل التصويت لفرنجية، لكان فعل ذلك منذ البداية.
بغض النظر عن النتائج، يبقى الحوار ضرورة ولو كانت نتائجه متواضعة، تقول مصادر مطلعة على موقف حزب الله، مشيرة الى أن الحوار غير المشروط، يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح لمصلحة لبنان، مشيرة الى أن الحزب لم يرفض مبدأ الحوار سابقاً مع أحد، تحديداً مع «التيار الوطني الحر»، لكنه كان يرفض الدخول في حوار مشروط، وما ينطبق على التيار كان ينطبق على الجميع، كاشفة أن ليس سرا اعتبار باسيل سابقاً أن لا داعي للحوار ما دام الحزب متمسكاً بدعم مرشحه، وهو ما تغير اليوم.
رئاسياً، فالتحركات الداخلية كلها تصب في اتجاه التصعيد، أما التحركات الخارجية بالداخل فتمهّد لاجتماع اللجنة الخماسية يوم الاثنين المقبل في الدوحة، وهنا تُشير مصادر سياسية متابعة الى ضرورة متابعة التحرك القطري في لبنان، والذي يقوم به السفير ابراهيم بن عبد العزيز السهلاوي، مشددة على أنه يتحرك بشكل مكثّف تجاه الأطراف المؤثرة، فالتقى السفير السعودي في لبنان الذي سيكون حاضراً في اجتماع الدوحة، كذلك التقى البطريرك الماروني بشارة الراعي، بموازاة حراك خارجي يقوم به المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، الذي تكشف المصادر أنه ينتظر اجتماع الاثنين لتحديد طرحه النهائي وتصوره، فهو لم يحدد حتى الساعة خطوات الطرح، أو طبيعة الحوار وجدول أعماله، لعلمه المسبق بأن الطرح غير المدعوم من اللجنة الخماسية لن يؤدي الى نتائج ملموسة.
قبل انعقاد اللجنة الخماسية، كان لافتاً حديث جعجع عن أن غالبية القوى المعارضة ترفض فكرة الحوار وتدعو لجلسات انتخاب متتالية لانتاج رئيس، فهل يدخل هذا التصريح بسياق التصعيد لتحسين شروط التفاوض والحوار؟ وهل يمكن لهذه القوى أن تُعارض طرحاً يحصل على اجماع اللجنة الخماسية؟