راديو الرقيب
اقلاممقالات مختارة

بكركي غير راضية… فهل تغيّر في المعادلة؟

كتب ميشال نصر في جريدة “الديار”

فيما الانظار متجهة الى مصرف لبنان، وما ستؤول اليه الامور مع قرب نهاية ولاية الحاكم رياض سلامة نهاية الشهر الجاري، حيث لا يزال الغموض سيد الموقف في المسار الذي ستأخذه الأمور في المصرف المركزي، خصوصا ان الفترة الفاصلة عن الحادي والثلاثين من تموز تبقى مفتوحة على أكثر من احتمال. وفي ظل التذبذب اليومي المفاجئ في سعر صرف الدولار، انهمكت الساحة الداخلية بمشاورات بعيدة من الاعلام من قبل المعارضة للاتفاق على رفض الحوار، الذي رشح ان خماسية باريس قد اقرته بالاجماع، علما ان حزب الله وبحسب مصادر مطلعة أبلغ انه لا يعارض اي حوار تقترحه فرنسا خارج لبنان، خصوصا اذا كان في قطر مثلما جرى سابقا.

وسط هذه المعمعة الداخلية والخارجية، عادت بكركي تستقطب الاهتمام، نتيجة المواقف النوعية المتجددة لسيدها من جهة، والرغبة الدولية المتزايدة في الحرص على عدم «زعل» الكنيسة، مع ما قد يكون لذلك من ارتدادات سلبية على مستوى المنطقة ككل. ووفقا للمصادر فان الصرح البطريركي غير راض عن المسار العام للامور، خصوصا على المستوى المسيحي، حيث ثمة قناعة لدى غالبية المطارنة الموارنة، ان الاجماع المسيحي المحقق حتى الساعة بحده الادنى، لم ينجح سوى في منع وصول رئيس الى بعبدا من دون «غطاء» مسيحي، الا انه في المقابل وعلى اهمية ذلك، ترك الكثير من التداعيات السلبية.

وتتابع المصادر بان ما يجري اليوم لا يصب في خانة المصلحة المسيحية العليا على المدى الطويل، ففي المعركة المفتوحة لايصال رئيس الى بعبدا، لا يمكن لاي كان التنبؤ بمصيرها حتى الساعة، يفقد المسيحيون مراكز اساسية شكلت العمود الفقري لوجودهم في الدولة، من الشغور في رئاسة الجمهورية، الى الفراغ الاتي الى مصرف لبنان وقيادة الجيش.

واشارت المصادر الى ان بكركي تدرك جيدا ان الخارج لم يمارس ضغوطا كافية لكسر التوازنات القائمة راهنة، والتي لها انعكاسات سلبية كبيرة، رغم ان البطريرك الراعي وخلال زيارته الاخيرة الى فرنسا نجح في تحويل مسار التسوية التي كان يعمل عليها، واعاد المسيحيين الى الطاولة، بدعم فاتيكاني واضح.

واعتبرت المصادر ان الاخطر والذي يقلق الاساقفة، هو ان ثمة خطة واضحة بدأت ملامحها تتضح، هدفها ضرب المسيحيين في الدولة، بعدما كانت استعيدت بعض الحقوق وخف الاحباط الذي ولدته احداث بداية التسعينات ، وما لحق بالقيادات المسيحية يومذاك، معربة عن القلق من هذا المخطط ونتائجه التي ستؤدي في النهاية الى تغيير هوية ووظيفة لبنان، الذي قال عنه البابا القديس بولس الثاني بانه «وطن الرسالة.»

ورأت المصادر بان الفترة المقبلة ستشهد حركة لافتة ومكثفة محورها بكركي وسيدها، لملء الفراغ الذي خلفته النزاعات السياسية والانقسامات بين الاطراف المسيحية، مشيرة الى ان الصرح يملك كلمة السر التي تجعله مطمئنا الى انه ستتم المحافظة على الحد الادنى، الذي تم التوصل اليه على مسوى التنسيق بين القوى المسيحية وان بشكل غير مباشر، فالشارع المسيحي يعيش حالة احباط مشابهة لتلك التي سادت عام 1990، بعد خروج الرئيس عون من بعبدا، بوصفه المسيحي القوي الذي لم يستطع انجاز الانقاذ، وهنا بيت قصيد الوضع المسيحي المتراجع.

وختمت المصادر بان الجهة التي تتكل عليها بكركي والتي جعلتها «رضعانة حليب سباع»، هي انها اولا وقبل كل شيء تطالب بما هو مرتبط بالحقوق الدنيا للانسان وكرامته ، وثانيا ان البطريركية معنية «بتعلية» الصوت ليسمع العالم اجمع ، خصوصا ان الصرح «ام الصبي» في ما خص قيام لبنان ، وعليه بالتأكيد لا تنكر بكركي علاقاتها بالفاتيكان وبدول الغرب وبصداقاتها العربية، التي تشكل رافعة طبيعية ودعما معنويا لطروحاتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock