هل اتخذ قرار انهاء الاسلاميين في عين الحلوة؟
كتب ميشال نصر في جريدة “الديار”
فيما الاطراف السياسية اللبنانية متلهية بخوض معاركها في اطار تقاسم ما تبقى من مغانم سلطة، عشية تخابط كرة حاكمية مصرف لبنان وغطائها التشريعي، ثمة في الكواليس من يطبخ «سمّا» من نوع آخر، ذات نكهة امنية، محاولا الاستفادة من الوقت، في زمن ارتفعت فيه وتيرة المعارك الوهمية المصوبة على المؤسسة العسكرية مواربة، مستهدفة الجيش قيادة ومؤسسة لاهداف سياسية لم تعد خافية على احد، تبنته بعض وسائل الاعلام اللبنانية، من الحملات المضمرة الظالمة، في الوقت الذي تكبر المخاوف من استخدام المخيمات الفلسطينية وخصوصا مخيم عين الحلوة، في ظل الاخبار الكثيرة التي يتم تداولها مؤخرا.
علما ان الوقت الرئاسي الضائع تملأه هذه الايام عراضات السلاح الفلسطيني المتفلت في عين الحلوة، وتحليلات تربطه بالرئاسة، المعلقة حتى اللحظة على غموض طروحات جان ايف لودريان من جهة، ومسار التواصل بين التيار الوطني الحر وحزب الله من جهة اخرى.
وفيما دخل لبنان ماليا بدءا من الاثنين عصر وسيم المنصوري حاكما للمركزي في سابقة هي الاولى من نوعها في تاريخ الدولة اللبنانية، تحول الوضع الامني في مخيم عين الحلوة-صيدا، خلال الساعات الماضية الى خبر أول نظرا الى خطورة ما تشهد ساحته من تطورات إن بالنسبة الى مجرياتها الميدانية وتوسع رقعة الاشتباكات أو بالنسبة الى رسائلها المحتملة داخليا وإقليميا في وقت كانت مصر تتولى مهمة جمع ممثلي القوى الفلسطينية والفصائل في القاهرة للمصالحة، ومن بعدها تركيا.
إذا كان الجانب اللبناني قد فرَض على أجندة رئيس الاستخبارات الفلــسطيني الذي زار بيروت، مبقيا فريقه المرافق فيها لمتابعة الاوضاع، أن يكون الوضع الأمني داخل المخيمات الفلسطينية أولويةً في المباحثات إلى جانب مسألة التوطين المبدئية والحاضرة دائماً، فقد فرَضت المجموعات المتطرّفة في المقابل، وتلك الموجودة في مخيم عين الحلوة تحديداً، وجودَها واجندتها، وساهمَت في وضعِ هذا الموضوع أولويةً، إذ تزامنَت الزيارة مع انفجار الوضع في المخيم الصيداوي، ما طرح علامات استفهام حول الجهات التي تقف وراءه، خصوصا ان الخطة بدات مع استهداف احد قيادييها، قبل ان تثار باستهداف القاتل قبل تسليمه ليسقط خلال العملية رئيس الامن الوقائي ومرافقيه،وفقا لمصادر فلسطينية.
وتتابع المصادر، بان الفترة الاخيرة كان سبقها رسائل تبلغتها الجهات المعنية في المخيم من وجود مخطط غير محدد المعالم لتحويل المخيم الى بؤرة غير مستقرة من جديد بعد فترة من الهدوء النسبي، وسط تحذيرات للاسلاميين من ان اي عبث بالامن لن يمر هذه المرة وان الحسم سيكون عنوان المعركة.
المصادر التي ابدت خوفها من ان تطول المعركة خصوصا ان الطرفين على ما يبدو حتى الساعة قد اتخذا قرارهما بالمواجهة حتى النهاية، خصوصا في ظل تطور لافت تمثل بنزوح عشرات الالاف المخيم الى خارجه، من بينهم عائلات مسؤولين اساسيين في المخيم، كشفت من ان الميزان في النهاية يميل لصالح حركة فتح، اولا لقدرة الحركة على تامين الدعم من خارج المخيم، بغض طرف من الدولة اللبنانية، وثانيا لان حركة حماس التي ربطتها علاقات قوية خلال فترة بروز الجماعات المتطرفة من نصرة وداعش، قد غيرت تموضعها في الفترة الاخيرة، وهو ما يحد من قدرتها على الحركة، وثالثا، عدم وجود رغبة لدى عصبة الانصار اقله حتى الساعة لخوض مواجهة كسر عضم مع فتح.
فهل يسبق سيف السلطة وفتح عزل المتطرفين في عين الحلوة؟ ام ما كتب اقليميا ورسم من دور للاجئين المئة الف قد كتب؟ كل الفرضيات مباحة الا ان اكيدا واحدا اصبح في حكم الامر الواقع، قرار القيادة العسكرية اللبنانية بحسم الموضوع ايا كان الثمن طالما ان الامن القومي اللبناني في خطر.