راديو الرقيب
امن وقضاءخاص سلايدر

رصاصة طائشة تُدخل ابنة الـ7 سنوات في غيبوبة: نايا حنّا تُصارع الحياة وتحتاج إلى صلواتكم!

“النهار”

لم يتوقّع أحد أن تخترق رصاصة طائشة رأس نايا حنّا ابنة الـ 7 سنوات وتجعلها معلّقة بين الحياة والموت. احتفالٌ بنتائج الامتحانات بطريقة فوضوية وبسلاح متفلّت تسبّب بسرقة فرحتها، بعد أن كانت تلهو مع صديقاتها في Colonie داخل مدرسة القلبين الأقدسين – الحدت.

إلى متى سنبقى نحصي الجرحى والضحايا الذين سقطوا ابتهاجاً أو حزناً بمناسبة ما؟ إلى متى سيبقى السلاح المتفلّت يتحكّم في حياة الناس وأرواحهم؟ نايا اليوم تُصارع الحياة على سرير مستشفى قلب يسوع، وذنبها الوحيد أنّها كانت في المكان والزمان غير المناسبَين.

مَن يتحمّل مسؤولية ما حصل؟ من يُعيد نايا إلى حياتها قبل الحادثة؟ من يخفّف الأوجاع التي تكوي قلوب والدَيها وعائلتها ومحبّيها؟ لم تجفّ دموع العائلة منذ أن تبلّغت الخبر الصادم، لم يظهر على نايا أيّ جرح بليغ يكشف خطورة ما تعرّضت له، إلّا أنّ الرصاصة التي اخترقت رأسها فرضت منحى آخرَ، وجعلت الجميع عاجزين أمام هول هذه الكارثة، منتظرين أعجوبة.
كشفت صورة الأشعّة الخبر المفجع، الرصاصة اخترقت الدماغ ولا إمكانية لاستئصالها. الوضع صعب جدّاً وخطير، وحدها العناية الإلهية قادرة على فعل المستحيل. هل كانت نتائج الامتحانات تستحقّ كلّ هذا الابتهاج والرصاص؟ ألم يكن في الإمكان الاحتفال بطريقة أخرى لا تؤذي أحداً؟ ألم نكتفِ من أصوات الرصاص التي رافقتنا طوال سنوات الحرب؟ أيتعذّر علينا الفرح بطريقة سلمية ومتحضّرة؟ ألا تكفينا مآسٍ وخيبات وخسارات؟

تتحدّث الزميلة إليان الحاج، وهي قريبة من العائلة، باختصار عمّا حصل، دموعها تسبق كلماتها، تقول لـ”النهار” أنّ “نايا كانت تتناول طعامها خلال فترة الاستراحة مع أصدقائها في مدرسة القلبين الأقدسين عندما وقعت الكارثة. خلال ساعات الظهيرة، بدأ جنون الرصاص الطائش احتفالاً بنتائج الامتحانات، وفجأة بدأت نايا تبكي بألم، لم يكن هناك جرح بليغ ظاهر، نُقلت إلى أقرب مستشفى، “قلب يسوع”، لمعرفة حقيقة وضعها.”
وكانت الصدمة، الرصاصة اخترقت رأسها حسب ما أظهرت صورة الأشعّة، ووضعها دقيق وخطير. وبصوت مكسور تطلب الحاج “الصلاة من أجل نايا” حتّى “تقوم بالسلامة”، هي اليوم في حاجة فقط إلى صلواتنا.

لا تريد الحاج الدخول في التفاصيل، وما قيمة التفاصيل في رأيها أمام هول الكارثة، مطلبها الوحيد “وضع حدّ للسلاح المتفلّت الذي يهدّد حياة نايا اليوم، والذي سرق أرواح الكثيرين في الماضي، من دون محاسبة”.

يحاول جسد نايا المقاومة والصمود، حالتها حرجة ومكان تواجد الرصاصة دقيق وخطير. لا يُخفي طبيب العناية الفائقة في قسم الأطفال في مستشفى قلب يسوع الدكتور كمال قانصوه أنّ “حالة نايا حرجة جدّاً، هي اليوم موصولة على جهاز التنفّس الاصطناعيّ في العناية الفائقة ووضعها صعب جدّاً.”

ويشير إلى أنّ “الرصاصة موجودة في مركز حسّاس في الدماغ، ولا يمكن استئصالها جراحيّاً. هي في غيبوبة من الدرجة الرابعة وتحتاج إلى أعجوبة”.
هزّت هذه الحادثة الرأي العام على أمل أن تهزّ ضمائر المسؤولين والأجهزة الأمنية للكشف عن الجهة المسؤولة ومحاسبتها، والأهمّ وضع حدّ للسلاح المتفلّت ومحاكمة كلّ المخالفين، حتّى لا تتكرّر المأساة مع عائلة أخرى.

من جهته، أصدر رئيس بلدية الحدت بياناً جاء فيه: “بين الحياة والموت، نايا حنّا طفلة في عمر الـ 7 سنوات فريسة جديدة للرصاص المجرم الذي يطلقه المبتهجون الغرائزيّون تارةً في أفراحهم وتارةً مع إعلان نتائج الامتحانات الرسميّة”.

ولفت إلى أنّه: “ظهر يوم أمس، وفي ملعب مدرسة القلبين الأقدسين- الحدت، وفيما كانت نايا تمضي نهاراً آخرَ مع رفاقها في “Colonie” صيفيّ، اختارتها رصاصة المبتهج القاتل المجرَّد من كلّ الصفات الإنسانيّة”، مؤكّداً أنّ: “دماء نايا وحيدة والدتها (كارول خطّار) ووالدها (جان حنّا) لن يعوّضها وَخز ووجع ضمير مفقود من أساسه، ولن تشفيَها عدالة وإن تحقّقت، فهي لن تبلسمَ ألماً وضرراً لا يحصى ولا يُقاس”.

وتابع قائلاً: “دماء نايا أيضاً برسم الأجهزة الأمنيّة والقضاء ورجال الدين والأحزاب وصُنّاع الرأي والإعلام، وهي تصرخ في وجوههم جميعاً: افعلوا شيئاً… تحمّلوا مسؤوليّاتكم الإنسانيّة والأخلاقيّة لوقف هذه المأساة التي تتكرّر وتتكرّر في غير منطقة وغير مناسبة”.

وختم بيان بلدية الحدت: “إنّنا إذ نقف إلى جانب والدة ووالد نايا في محنتهما القاسية والمرّة، نسأل العناية الإلهيّة الرأفة بطفولتها، ونضرع إليها ملتمسين لها نعمة الشفاء والتعافي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock