عين الحلوة… انتهت المعركة بالتعادل السلبي
كتب ميشال نصر في جريدة “الديار”
بين تثبيت وقف اطلاق النار في مخيم عين الحلوة قطعا لفتنة مدبرة يحكى عنها، ومنع تمددها الى الداخل اللبناني، وموجة امتعاض برلماني جراء محاولة رمي كرة نار تشريع اقراض الحكومة من احتياطي المصرف المركزي، والذكرى الثالثة لتفجير مرفأ بيروت من دون كشف الحقيقة، يتوزع المشهد اللبناني.
فما هي حدود الانفجار الامني في مخيم عين الحلوة وما المدى المطلوب ان تبلغه؟ هل تقتصر على تصفية حسابات بين الفصائل الفسطينية ام تتشعب جذورها في اتجاه الاقليم وصولا الى التسوية التي تتطلع اليها الولايات المتحدة الاميركية لارساء مشروعها لما تسميه السلام في المنطقة من بوابة التطبيع العربي مع “اسرائيل”، وتوقيتها يعزز اكثر من فرضية في الاتجاه هذا؟ وهل ان ما حصل يندرج ضمن إطار دورة عنف عادية أو دورة متقطعة أو شيء مختلف هذه المرة؟
صحيح انها ليست المرة الاولى التي يشهد فيها مخيم عين الحلوة اشتباكات ناتجة من التخبط السياسي والاجتماعي مضافا اليه صراع على النفوذ والسلطة بين الجماعات التي تعمل لدى جهات فاعلة داخلية لبنانية وفلسطينية وحتى اقليمية وربما دولية، مدعومة ومدفوعة بعدم وجود سلطة فلسطينية موحدة، بل عدة سلطات.
مصادر مطلعة على مجريات الاحداث تؤكد ان ثمة تضخيما لما يجري في عين الحلوة، وان السيناريوهات التي يحكى عنها بعيدة كل البعد عن الواقع الحقيقي، وعنما بينته مجريات الاحداث على الارض، وان كانت بعض الظواهر قد تؤكد او تنفي بعض النظريات المطروحة.
وكشفت المصادر ان اسباب سقوط الهدن التي تعلن لا يعود بحسب المعطيات الامنية الموجودة الى قرار لدى اي من الجهات، انما الى الفوضى المتحكمة بين صفوف المسلحين، ورغبة عناصر الامن الوطني الثار لمقتل قائدهم.
واشارت المصادر الى ان ما يحصل قد يكون مرتبط بتصفية حسابات فلسطينية داخلية، ترتبط بالتوازنات داخل حركة فتح في لبنان، وهي طالما كانت موجودة طوال الفترات الماضية، محذرة من ان اللعب بالتوازنات العامة بين الفصائل والمجموعات المسلحة من اسلامية وغيرها داخل عين الحلوة يعد من الخطوط الحمر التي لن يسمح بخرقها تحت اي سبب من الاسباب،وكافة الافرقاء تدرك ذلك، لان اللعبة ستكون عندها بيد الدولة اللبنانية التي ستمسك بالمبادرة.
ورات المصادر ان السؤال الاساس يبقى حول ظروف الكمين الذي تعرض له رئيس جهاز الامن الوطني والجهة التي خططت له ونفذته، خصوصا ان الاخير قتل اثناء توجهه الى مكتبه بعد زيارة كان يقوم بها، وان طريقة تنقله كانت تدل الى وجود “راحة امنية” لديه،علما ان اطلاق النار جاء من داخل مدرسة تابعة “للاونروا”.
وختمت المصادر بان الوضع الشاذ في المخيف سينتهي مع بداية الاسبوع القادم، ذلك ان ايا من الاطراف غير قادر على الاستمرار في حرب الاستنزاف القائمة، في ظل عدم تحقيق اي فريق تقدما على الارض، من جهة، ومن جهة ثانية،لان كمية الدمار والخراب في الممتلكات طالت حوالي ربع المخيم، يضاف الى ذلك ان مدينة صيدا المشلولة لن تتحمل مزيدا من التعطيل في ظل الظروف الحالية التي تمر بها البلاد.
وجهة نظر ترفضها اوساط فلسطينية معتبرة انه كان هناك مشروع ما لادخال المخيم بحال من الفوضى والتسيب الامني، ما ينعكس على امن الشعب الفلسطيني وامن عاصمة الجنوب، في وقت يعيش فيه البلد ازمة اقتصادية واجتماعية خانقة، وانسداد في افق الحلول السياسية، متخوفة من امتداد الصراع الى ما هو ابعد من عين الحلوة لاخذ البلد الى مكان آخر.