راديو الرقيب
اقلامخاص الرقيبخاص سلايدر

مرحلة الغليان في لبنان بدأت: لا كهرباء والوضع الصحي كارثي

خاص الرقيب – لبنى عويضة

شغلت مسألة التغيير المناخي العالم بأكمله في صيف 2023، حتى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وصفه بأنه عصر “الغليان العالمي”؛ فقد شهدت دول العالم كله ارتفاعاً قياسياً بدرجات الحرارة.
ولم يكن لبنان بمنأى عن الغليان العالمي، إذ أن المصائب لا تأتي فرادى بالنسبة للشعب اللبناني، وهي تلاحقه سواء من الدولة أو من الطبيعة، فمنذ سنوات بدأ اللبنانيون يشعرون بتغيّر المناخ الحقيقي، مما انعكس على بداية اختفاء الفصول الأربعة.

هذا الغليان ترافق مع غرق لبنان في ظلامِ دامسِ مساء أمس الأربعاء، إذ أعلنت شركة “برايم ساوث” المشغلة لمعملي دير عمار في الشمال والزهراني في الجنوب عن توقفهما بسبب نقص السيولة المالية. هذا وأفادت مصادر بعد ظهر اليوم الخميس أن “برايم ساوث” قامت بتشغيل معملي الزهراني ودير عمار بناءً على تعهد من رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، بتقديم مبلغ قدره 7 ملايين دولار. وتم الاتفاق على أن هذا المبلغ سيتم دفعه على الفور مقابل بدء التشغيل الفوري للمعامل، مما سيؤدي إلى توفير الكهرباء خلال ثلاث ساعات. وفي سياق آخر، أكد مصدر داخل مصرف لبنان، أنه لن يتم السماح بسحب أي مبالغ من الاحتياطي النقدي للبنك المركزي لصالح “برايم ساوث” أو أي جهة أخرى. وأضاف المصدر أنه يجب على الدولة أن تتحمل مسؤولية دفع تلك الأموال من حساباتها الخاصة أو استخدام ما تبقى من أموال في صندوق الحقوق الخاصة (SDR). وهذا ما يعني أن الأزمة “مكانك راوح”، ولا حلحلة في ملف الكهرباء طويل الأجل.
ما يعني أن المواطن سوف “يغلي” مع ارتفاع درجات الحرارة القياسية، أما عن المرضى المحتاجين للأجهزة العاملة على الكهرباء، فحدّث ولا حرج، وهم متروكين لمصيرهم.

بالمقابل، تنوب المولدات الكهربائية تنوب مكان كهرباء الدولة، التي تشهد تقنيناً قاسياً منذ فترة طويلة، إلا أن كلفة فاتورة المولّد باتت “مصيبة كبرى”، مما دفع العديد للاستغناء عنها.
توقف الكهرباء رافقه توقّف تزويد مطار بيروت الدولي بالكهرباء، وبالتالي إجباره على العمل بواسطة المولدات الخاصة به، إضافة لتوقف محطات ضخ المياه، وهذا يعني الموت الحتمي والبطيء.

إذن، نستيقظ يومياً على مستجدات كارثية تهدد أمننا الصحي والنفسي والمعيشي، وفي الوقت الذي كان همّ اللبناني تأمين قوت يومه، اتجه اليوم للبحث عن بديل لكهرباء الدولة والمولدات الخاصة، وحتى تأمين الكهرباء عبر الطاقة الشمسية هو أمر مستحيل لبعض العائلات.

وبين انقطاع الكهرباء وانقطاع المياه، يدفع المواطن ثمن فاتورة عَجْز الدولة عن تأمين أبسط حقوقه، والتي تعجز عن وضع استراتيجية لمواجهة مشاكلها اللانهائية ومشاكل الطبيعة، في حين أن الفرد سيدفع صحته وأولاده ومرضاه ثمناً لغليان الكرة الأرضية ولهيبها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock